علاء الدين محمد ابكر يكتب .. الساكت عن مايحدث في السودان شياطن اخرس
علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️ الساكت عن مايحدث في السودان شياطن اخرس
_______________
يتمتع الصحفيون بحكم وضعهم كمدنيين بحماية القانون الدولي الإنساني من الهجمات المباشرة شريطة ألا يشاركوا مباشرة في الأعمال العدائية وتشكل أية مخالفة لهذه القاعدة انتهاكاً خطيرا لاتفاقيات جنيف وبروتوكولها الإضافي الأول فضلاً عن أن التعمد في توجيه هجوم مباشر ضد شخص مدني يرقى أيضا إلى جريمة حرب بمقتضى نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية حيث ان المادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول تنص على أن الصحفيين يتمتعون بجميع الحقوق وأشكال الحماية الممنوحة للمدنيين في النزاعات المسلحة الدولية. وينطبق الشيء نفسه على حالات النزاع غير المسلح بمقتضى القانون الدولي العرفي بالتالي ان مايحدث من قمع مفرط فيه في حق المتظاهرين السلميين و الإعلاميين تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون ولاسيما ان العالم صار قرية صغيرة وحتي في حال انقطاع خدمة (الانترنيت) فلا يعني ذلك ضياع الادلة والقرائن التي تثبت وقوع تلك الانتهاكات و قد كنا نظن بان عهد القمع والاستبداد قد ولي مع سقوط نظام المخلوع البشير الذي سخر موارد البلاد لحماية نظامه ولكن عندما اراد الله ان يسقط سقط غير ماسوف عليه حيث صدق فيه قول الله تعالي ( ما ظننتم أن يخرجوا ۖ وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ۖ)
والشعب السوداني لايرغب في تكرار ذلك العهد البائد ولكن ان يعود القمع والعنف مرة اخري فان ذلك يعتبر انتكاسة لثورة ديسمبر التي كان يعول عليها الشعب السوداني في ارساء دولة القانون التي يتساوي فيها الجميع
ان ماصاحب احداث مواكب الثلاثين من ديسمبر من اعتداء موثق علي المتظاهرين والاعلامين يجب ان يجد الادانة والشجب والتحقيق ولاينبغي ان يمر مرور الكرام فلا يعني اعادة منح الاجهزة الامنية كامل الصلاحيات في مطاردة وتوقيف وتفتيش الناس بان تتحول البلاد الي فوضي فمثل تلك الاحداث من استخدام مفرط للعنف تستفز حتي من لم يشارك في المواكب فالسوداني ذو نخوة وشهامة ولايقبل الحقارة ويشهد علي ذلك التاريخ وكيف استشهد الابطال السودانيين في معركة ( كرري) و بالرغم من الهزيمة بفضل تفوق قوات الاستعمار بالاسلحة المتقدمة ولكنهم كسبوا احترام العالم في التضحية والفداء ومن ذاكرة الاجداد نحكي عن موقعة كرري بان الأنصار كان يقفون صفوف في معركة كرري نتيجة تفسير معين للآية: «ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص»
صدق الله العظيم
وقد كانت بندقية الرشاش سلاح جديد استخدمه الأنجليز لأول مرة فكلما احدث الرشاش فراغ في صفوفهم صاح احدهم (سدو الفرقة سدو الفرقة ) الله يحب الذين يقاتلون في سبيله كانهم بنيان مرصوص اذا نفس الدماء التي كانت تجري في عروق هولاء الابطال في كرري لاتزال تنبض بالحياة من خلال جيل اليوم بالتالي لا احد يستطيع التشكيك في وطنية من خرج منهم في المواكب ولكنها السياسة والتي ينبغي ان لا تخرج عن اطار اننا سودانيون ويجب علينت ان نرحم بعضنا البعض ان معاملة الاجهزة الامنية للمتظاهرين علي اعتبارهم اعداء فان ذلك يدخل الشك في قلوب السودانيين، حول نوايا تلك القوات التي تدفع رواتبهم من حاصل الضرائب التي يدفعها الشعب في هل هي لحمايتهم اما لقتلهم ! وتبقي الاجابة عند السيد القائد العام لتلك القوات بمختلف مسمياتها بان يوضح للشعب حقيقة مايحدث من استخدام مفرط للقوة خاصة حادث اقتحام قوة عسكرية لمقر قناة الحدث بالخرطوم و ضرب الأستاذة “لينا يعقوب” مديرة المكتب وكذلك الإعتداء علي المراسل “نزار بقداوي” وعدد من موظفي المكتب حيث وثقت كاميرات المراقبة بداخل مقر القناة كامل الاعتداء الذي بث علي كل محطات اخبار العالم ان منح القوات الامنية صلاحيات القبض والتفتيش بدون وجود وكيل النيابة فان ذلك يضر بسمعة البلاد ويجعلها في موضع السخرية فكيف تقوم حكومة تدعي انها تقود ثورة ديمقراطية بمارسة مثل هذا القمع الدموي ؟
ان معالجة الازمة بخلق ازمة اخري لن يقود البلاد الي استقرار
في الماضي تورط المخلوع البشير في قضايا جنائية مع المجتمع الدولي في احداث اقليم دارفور بالرغم من بعد المسافة عن اجهزة الاعلام ولكن كان القليل من مصادر المنظمات الانسانية الدولية التي عكست مايحدث بالاقليم كان كفيل بهز صورة نظام المخلوع البشير و بدون شك كانت خطوة طيبة من رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان بارسال موفد من مكتبه إلى مكتب العربية والحدث في السودان بعد اقتحامه الخميس له حيث زار قائد المنطقة العسكرية المركزية للجيش السوداني مكتب قناتي العربية والحدث فيما فتحت الشرطة السودانية تحقيقا في الاعتداءات التي وقعت في مكتب العربية والحدث كما زار وفد من الداخلية السودانية والمتحدث باسم الشرطة المكتب أيضا
وبالنسبة للبلاد بشكل عام حتي الان يمكن معالجة الازمة وذلك بجلوس كل ابناء السودان في طاولة واحدة لاجل الخروج من هذا النفق المظلم وخاصة ان الفترة مجرد (انتقالية ) وليست (منتخبة) وبداية الحل تكون في اختيار اعضاء لبرلمان انتقالي قومي من كافة اهل السودان بواقع 30% لقوي الحرية والتغير و20% تذهب الي لجان المقاومة و 10% تذهب للمكون العسكري و10% للحركات الموقعة لاتفاق جوبا للسلام و10% للشخصيات القومية و10% للمراة من جميع المكونات الاجتماعية والسياسية في البلاد وذلك بهدف اجازة دستور للبلاد واصدار تشريعات تضمن سيادة القانون و تشكيل حكومة لتصريف الاعمال بهدف ادارة البلاد وتشكيل لجنة قومية لعقد موتمر دستوري يضم كافة السودانيين، من اهل الاختصاص لبحث مستقبل الحكم وادارة البلاد و عقد موتمر اقتصادي قومي للخروج براي موحد حول مستقل البلاد الاقتصادي مع التزام بالعمل بنتائج الموتمر والاسراع في دمج وتسريح الحركات المسلحة في القوات النظامية لاكمال عملية السلام وتقليص اعضاء المجلس السيادي ليحال بقية الاعضاء الي عضوية البرلمان الانتقالي ويكفي اختيار عدد خمسة اعضاء فقط لمجلس السيادة بواقع اثنين من المكون العسكري واثنين من المدنين واحد من الحركات الموقعة علي اتفاق جوبا وعقد موتمر حوار بين ابناء الشرق حول مسار السلام فيه ومواصلة التباحث مع حركات الكفاح المسلح التي لم توقع علي السلام
وحسم امر محاكمة او تسليم المخلوع البشير والمتهمين معه في موضوع المحكمة الجنائية الدولية
انشاء مفوضية لمكافحة الفساد علي انقاض لجنة ازالة التمكين واصدار قانون العزل السياسي لفترة خمسة سنوات لمنع مل شخص شارك بالعمل مع النظام البائد في الترشح في الانتخابات العامة والبداء في اجراء تعداد سكاني تمهيد لااعداد السجل الانتخابي ومناشدة المجتمع الدولي علي تقديم اغاثة عاجلة من المواد الغذائية والدواء الي السودان للخروج من الجوع والفقر والتحقيق في كل الاحداث التي وقعت من انتهاك في الفترة الماضية مع رفع قانون الطواري وارجاع القوات الامنية الي الثكنات بالمقابل تتوقف المواكب و اجراء الانتخابات في مطلع العام2223م بدلا من منتصف العام بتلك الخارطة يمكن للسودان من الخروج والعبور الي بر الامان وحقن الدماء
المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
Alaam9770@gmail.com