ماوراء استقالة حمدوك .. بقلم على يوسف تبيدي
ماوراء استقالة حمدوك
بقلم : على يوسف تبيدي
أزمة سياسية خطيرة ألقت بظلالها على المشهد السياسي نتجت عن التسريبات التي تحدثت عن استقالة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك رغم أن الاستقالة لم يعلنها صاحبها بشكل صريح في الوسائط الاعلامية المختلفه الا أنها أحدثت دويا هائلاً وردود افعال كثيفه في الشارع السوداني انطلاقا من المهام الاستراتيجيه الموكوله للدكتور حمدوك بعد توقيعه على الاتفاق الثنائي مع الفريق أول البرهان والذي بمقتضاه يشكل حمدوك حكومة كفاءات مستقله فالشاهد أن انزواءه عن دفة السلطه التنفيذيه اذا حدتث بفضل الاستقالة سوف تترك كارثه كبيرة لايمكن تداركها وفراغ دستورى لايمكن ترقيعه بالسهوله الماموله بحسبان أن الكثيرين يتجنبون موقع حمدوك لحساسية الساحه السودانيه والخطوب والبلايا الموجودة بها.
حمدوك وجد نفسه بلا حاضنه ولارفاق يتضامنون معه في العمليه التنفيذيه فضلا عن الثوار الذين ينظمون المليونيات صاروا يهتفون ضده وثم تصنيفه في معسكر العسكر وبيع القضيه المركزيه للوطن وفي الإطار بدأت تحركات الاجاويد في الداخل والخارج تحاول اثنائه عن خطوة الاستقاله التي مازالت غامضه في اهدافها ودوافعها وفي الذهن مايقال عن التدخلات من العسكر في قراراته الأخيرة علاوة على خلافه الواضح مع وزير الماليه الدكتور جبريل ابراهيم الذي رفض تقديم إستقالته في حين أن حمدوك يرى أن بقاءه يتنافى مع مبدأ التشكيل الوزاري الذي يشترط تعين كفاءات مستقله في الحكومه الجديدة فهل استقالته هي تكتيك سياسي لقراءة المشهد في ظل غيابه أم أن الرجل قد أصيب بإحباط شديد في ظل التعقيدات التي تقف أمامه.. لاتوجد الاجابه الصحيحه فالموقف أقرب إلى التكهنات السياسيه التي لاتحمل الاجابات القاطعه.
وربما حمدوك من وراء الاستقالة فتح جسور بشكل جديد مع قوى الحرية التي خسرت السلطة جراء انقلاب البرهان فهو أصدر العديد من القرارات التي الغت تعيينات البرهان اخرها عودة لقمان إلى ساحة العمل الإعلامي.
اغلب الظن أن حمدوك ربما يعود إلى موقعه بعد أن دلق رسالة قويه ذات معنى إلى الكثيرين في الساحة السودانيه على راسهم العسكر وقوى الحرية والمجتمع الدولي والثوار.. والسؤال إلى أي مدى كان ايقاع الرسالة وابعادها؟؟!