من أعلي المنصة .. ياسر الفادني .. ويسألونك عن الإستقالة؟
⤵️ من أعلي المنصة
✍🏻 ياسر الفادني
ويسألونك عن الإستقالة؟
ويسألونك عن الإستقالة؟ ، هي قيمة وعمل عظيم ، الإستقالة أفضل من الإقالة ، الإستقالة في بلادي لا يعرفها الكثير من السياسين وهي عندنا نوع من الإستهبال السياسي يلوح بها البعض ظاهرا لكن باطنا لا يبغون ذلك ، فعلها الرئيس التنزاني الأسبق جوليوس نايريري في خطاب أمام شعبه قرر فيه الإستقالة ليفسح المجال لغيره وهو في عمر ليس بالطاعن وفي صحة جيدة فكسب إحترام شعبه وكسب العاطفة الإيجابية العالمية ، فعلها قبل ذلك وزير بريطاني أخطأ وأعتذر للشعب البريطاني والحكومة وإستقال ،
أما هنا ! لم يفعلها البشير عندما ضغط من الشعب وقيل له (تسقط بس) وكثرت خطاباته حينها وظل يتخبط ذات اليمين وذات الشمال ويستشير فقط فئة معينة تعشت به سياسيا ، لم يفعلها عبد الرحيم محمد حسين عندما كان وزيرا للداخلية عندما إنهارت بناية كبيرة حديثة البنيان ، لم يحاسب ولم يستقيل بل نقل إلي وزارة أخري، لم يفعلها بنو ( قحتوت) عندما فشلوا في إدارة دفة البلاد حكما في النسخة الاولي والثانية باعتراف كبيرهم ولا زالوا يعمهون
لأول مرة أسمع بأن رئيس وزراء حكومة مدنية يقال عنه أنه سوف يقدم إستقالته خلال ساعات قادمة نقلت رويتر ذلك الخبر من مقربين منه ولعل الخبر صحيحا والمثل السوداني يقول 🙁 العود كان مافيهو شق ما بقول طق) ! فعلا قالها حمدوك نتيجة لرد فعل لشييء حدث لم يرضيه ، ربما قالها في ساعة غضب كالزوجة حينما يغضبها زوجها وتقول له : (أنا ماشا بيت ابوي) هي لا تريد أن تذهب لكن قالت ذلك كرد فعل لكي تستدر عاطفة زوجها ويربت علي كتفها ويعتذر ، بالضبط هذا الفعل يشبه طريقة إستقالة حمدوك !،
نحن في بلد مليء بالمتضادات السياسية، رئيس وزراء يقال ويعود مرة أخري علي أكتاف دول خارجية بضغط عنيف علي البرهان ، منذ أن أتي حمدوك للمرة الثانية ظل يضع بيادق الشطرنج السياسية علي حسب ما يريد متخطيا قوانين اللعبة ، متناقضات غريبة تحدث وتحدث ، البرهان يعين ويكلف وحمدوك يعين ويعفي من عينهم الأول ويسأل الأول ويقول: نحن متفقون ! و يلوح حمدوك بالإستقالة وهم متفقون أمر يثير العجب !
لااعتقد أن حمدوك سوف يقدم إستقالته لأنه لم يترك العمل السياسي في أحلك الظروف وهو في حالة ضعف يرقد في ديوان منزل البرهان حماية له…. فكيف يقدمها الآن؟ وهو يظن أنه جاء مرة ثانية قويا وبحقه الذي ناله جزافا من الدول الغربية، حمدوك لا ولم يستقيل أبدا وسيظل هكذا كل يوم يحن إلي لياليه الخوالي ويحن الي أصحابه الأماجد الذين أطاح بهم البرهان وسوف يعيدهم واحدا واحدا ويتربعوا علي كرسي الحكم مرة أخري وترجع حليمة كما كانت عليه قديما ! وسوف يقول البرهان نحن متفقون ونعضدد من مسيرة رئيس الوزراء .