استقالة حمدوك .. مناورة سياسية ام انسداد أُفق
كشفت مصادر إعلامية عن إعتزام رئيس الوزراء الإنتقالي الدكتور عبدالله حمدوك تقديم استقالته من رئاسة الحكومة وقال مصدران مقرّبان من رئيس الوزراء إن حمدوك أبلغ مجموعة من الشخصيات القومية والمفكرين اجتمعت معه بأنه يعتزم التقدم باستقالته من منصبه أن المجموعة دعت حمدوك للعدول عن قراره، إلا أنه أكد إصراره على اتخاذ هذه الخطوة .
وقال كاميرون هدسون الدبلوماسي الامريكي السابق ومسؤل اول مركز افريقيا بالمجلس الاطلسي انه يبدو أن هناك خلاف حول صحة استقالة حمدوك موضحاً في حديثه لـ(عربي 21)عندما عاد حمدوك للمنصب مرة ثانية اوضح بانه بحاجة لتعاون الجيش والاحزاب السياسية لدعمه ومساعدته في حل العديد من القضايا العالقة ولكننا حين نشاهد الوضع من الخارج يبدوا ان الاحتجاجات التاريخية في 19 ديسمبر اوضحت ان اتفاق 21 نوفمبر والذي وقع عليه حمدوك لازال لايحظى بالشعبية والقبول لدى غالبية المتظاهريين المؤيدين للديمقراطية .
وفي السياق كشف المحلل السياسي عوض عبدالفتاح أن استقالة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك متوقعة وانها ليست مناورة يستخدمها لفرض قراراته ولعدة اسباب أنه فقد الشارع باتفاقه مع القوات المسلحة في نوفمبر الماضي ومعها بعض الاحزاب التى اعلنت معارضتها له بجانب فشله في تكوين الحكومة واكمال المؤسسات التنفيذية والتشريعية منبهاً الى ان مجلس السيادة قد طالب الايام الماضية من رئيس الوزراء الاسراع في تشكيل الحكومة لوقف الاحتجاجات الجماهيرية واضاف عبدالفتاح أن الاوضاع تشابكت أمام حمدوك الذي لم يتخذ سياسة واضحة لطريقة إدارته للدولة ولم يقدم حلولاً للازمات التي تعانيها البلاد بمافيها الازمة المعيشية للمواطن السوداني مشيراً الى أن استقالته متوقعة لعدم مقدرته في حل الخلافات السياسية وتوسيع قاعدة المشاركة واكمال مؤسسات الانتقال الديمقراطي مشيراً الى الافق قد انسد تماماً في وجه حمدوك.
ويقول المحلل السياسي محمد عثمان الرضي عندما قبل الدكتور عبدالله حمدوك التكليف كان يعتقد جازما بأن الطريق إلى قيادة البلاد من خلال أرفع وأعلى المواقع في الدولة مفروش بالورود والرياحين وان رفقاء النضال سيمهدون من الحاضنة السياسية قوى الحرية والتغيير له الطريق ويسهلون له المهمة والمجتمع الدولي كان ومازال يراهن على شخصية حمدوك ويتخيلون بأنه المهدي المنتظر الذي سيخلص السودان من أزماته المتلاحقة ولكن يبدوا عليهم أعادوا النظر مرات ومرات وأصبحوا يبحثون عن حلول بديلة عن شخصية حمدوك وشرعوا بذلك فعليا وهذا ماستثبته مقبل الايام المتحزم بالمجتمع الدولي عريان ومن يعتقد أن المجتمع الدولي يحمل عصا موسى في حلحلة مشاكل السودان فليعيد ترتيب أوراقه المجتمع الدولي ليس لديه سياسة واضحة تجاه السودان ويتعامل مع ملف السودان بصورة لاتنبئ بخير فيتطلب ذلك موقف واضح من قبل متخذي القرار في السودان.