هل من ايادي خارجية عبثت بمليونية ١٩ ديسمبر ؟!
تظاهرات اقل ما توصف به انها الاقوى من بين المليونيات التى خرجت خلال الفترات الماضية، انها مليونية ١٩ ديسمبر التي صادفت الذكرى الثالثة لاندلاع شرارة التظاهرات التي توجت باقتلاع نظام الرئيس السابق عمر البشير.
تنظيم محكم وامكانيات مهولة جعلت الثوار يتجمعون في الزمان والمكان المحددين رغم الترسانة الامنية العاتية ويصلون محيط القصر الجمهوري بالخرطوم وينقلون صورا مع العسكريين المرابطين هناك على انها تلاحم جديد..
وهنا ثمة سؤال يفرض نفسه.. هل كانت كل الترتيبات التى اوصلت الثوار الى محيط القيادة من بنات افكار الشباب الغاضب وتجمع المهنيين المتهالك ولجان المقاومة وحسب، فهنا يقطع المحلل السياسي والقيادي البارز بحزب الامة القومي موسى حمدين، بان ايادي اجنبية كانت لها لمسات، ويضيف ان هناك رسما دقيقا تم تصديره للثوار لاحداث انقلاب على المشهد السياسي من خلال التدافع ورفع شعارات رفض الشراكة مع العسكر، ويشير حمدين هنا الى ان
بعض الدول الغربية كانت يوم امس الاحد في انتظار تنفيذ الخطة المرسومة ويرى ان تحذيرات السفارة الامريكية بالخرطوم لرعاياها بعدم التحرك ليس بمعزل عما ظهر من دعم خفي .
ويقول حمدين انه وبحسب متابعاته ان دعم كبير تم توزيعه على المنظمين والذين قاموا بدورهم بتوزيعه على المستوى القاعدي بغية تعزيز التظاهرات باكبر اعداد من المشاركين، ويضيف ان الاموال وظفت بشكل دقيق من استئجار للعربات الى حوافز لبعض الرموز المتظاهرة.
ويقول حمدين ان الولايات المتحدة ولسوء الاسف تمارس الازداوجية في التعاطي مع الاوضاع في السودان تارة بالتدخل الايجابي لتحقيق بعض اغراضها وتارة اخرى بتاليب الشارع السوداني على الحكومة الانتقالية،
ويشير هنا ان امريكا تريد ان تضع الحكومة في وضع مهزوز لتمرير اجندتها، ويضيف حمدين ان واشنطن ترى في قرارة نفسها انه لا يمكن الاطاحة بالحكومة الانتقالية الحالية لانها تؤمن ان علاقتها مع العسكريين هي السبيل لتحقيق مصالحها.
ويتاسف حمدين على عدم تعاطي الحكومة مع التحركات السياسية السالبة تجاه البلاد من قبل بعض السياسيين، مبينا ان ابواب السفارات ظلت مشرعة لهم يخططون فيها وينفذون بما يتنافي والامن القومي بل ويضع هولاء السياسيين في خانة التخابر ، ويشدد حمدين الى ضرورة حسم التدخلات الاجنبية من قبل الدبلوماسيين دون اي تهاون وفي المقابل مساءلة بل محاكمة قيادات الاحزاب التى تتردد على السفارات سرا لحياكة المخططات ضد البلاد
فالرغم ان الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا اعلنتا في البيان الرباعي الذي خرج اول امس مساندتهم ودعمهم لاتفاق البرهان – حمدوك الا انهم يقومون بافعال مغايرة ليطل السؤال المنطقي ما الذي يريده الغرب من خلال ازدواجية المعايير المخلة بخاصة امريكا.