سودانيات يستعجلن الزواج للتخلّص من صفة “عانس”
وكالات اثيرنيوز
باتت العنوسة همّاً يؤرّق معظم الأسر في السودان ويشكّل ضغطاً على التي تُعَدّ عانساً، الأمر الذي يدفع السودانيات إلى الارتباط بمن هم أقلّ منهنّ مستوى تعليمياً واجتماعياً. ويتسبّب ذلك في زيادة حالات الطلاق، إلى جانب الأسباب الاقتصادية، علماً أنّه يُطلق على العانس في العامية السودانية “البايرة”.
استطلع “العربي الجديد” آراء عدد من السودانيات حول مصطلح “عانس” أو “بايرة”. فتقول المواطنة السودانية سعدية صديق إن مصطلح بايرة يعني الفتاة التي تأخّر سنّ زواجها، لافتة إلى أنّ السودانية كانت تتزوّج سابقاً في سنّ مبكرة، 14 عاماً. تضيف: “أمّا الآن، مع الانفتاح والتعليم، باتت الفتيات يرفضنَ الارتباط إلا بعد الانتهاء من المراحل الدراسية، لكنّ مصطلح البايرة ما زال منتشراً في البلاد”.
من جهتها، تشير المواطنة السودانية زلفى يوسف إلى أنّ “سبب عزوف الرجال عن الزواج هو التكاليف المرتفعة”، موضحة أنّه “على الرغم من رفض الزواج المبكر للفتيات تجنباً لحدوث مشاكل والانتهاء بالطلاق، فإنّ ذلك تسبّب أيضاً في تأخرهنّ بالارتباط”. تضيف أنّه صار يُطلق عليها “عانس”، وهذا يؤثّر نفسياً عليها، الأمر الذي يضطر فتيات إلى الزواج بأشخاص لا يتوفّر لديهم التكافؤ المجتمعي أو التعليمي.
في سياق متصل، توضح الأستاذة الجامعية سلوى غالب أنّ الطلاق في السودان هو معضلة العصر، نظراً إلى كثرة حدوثه في المحاكم وعن طريق الترضية. وتتحدّث عن أسباب عديدة تؤدّي إلى الطلاق، منها هروب الفتيات إلى الزواج غير المدروس لتفادي مصطلح “البايرة”.
وتشير غالب إلى أنّ الأسرة السودانية تغرس في بناتها فكرة الزواج منذ الصغر، فتنشأ الفتاة وهي تفكّر بأنّه لا بدّ لها من أن تكون أمّاً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الفتيان. تضيف أنّ هذا يُعَدّ واحداً من أسباب الطلاق، إلى جانب الاختيار غير الموفّق لأنّ الزواج مسألة شراكة بين اثنَين. وتتابع غالب أنّ فترة الاختبار بين الشريكَين لا تكون طويلة، بالتالي فإنّ السرعة في الزواج تؤدّي إلى سرعة في الطلاق.
وتؤكّد غالب أنّ الضغوطات الاقتصادية سبب مهم جداً من أسباب الطلاق، إذ إنّه عندما لا يتمكّن المعيل من توفير المأكل والمشرب والخدمات الأساسية لأسرته، يضطر إلى الهرب والتخلّي عن مسؤوليته وإنهاء الزواج، فتتحمل المرأة بعد ذلك المسؤولية وتتحمّل كذلك نتيجة الاختيار الخطأ في البداية.
أمّا المتخصّصة النفسية هالة محمد الفاتح فتشدّد في هذا الإطار على أنّ الدعم النفسي من الضروريات المهمّة للشاب والشابة المقبلَين على الزواج، بالإضافة إلى إرشادهما وتوجيههما قبل الزواج وبعده حتى لا يقعا في مشاكل مع عدم قدرة على تقبّل أحدهما الآخر ثمّ الوصول في النهاية إلى الطلاق.
المصدر العربي الجديد