خبير قانوني:التعامل مع السفارات الاجنبية في الشئون الوطنية السودانية خيانة عظمى
إنتقد الاستاذ المحجوب محمد عبدالله المحامي والخبير القانوني اللقاءات التي أجراها بعض السياسيين والنشاطاء السودانيين أكثر من مرة بمساعد وزير الخارجية الامريكي والملحق السياسي بالسفارة الامريكية بالخرطوم وبعض الموظفين ببعض السفارات الغربية وناقشوا معهم التطورات السياسية الراهنة بالسودان وبعض التفاصيل الخاصة بالقوات المسلحة والمؤسسات العسكرية والامنية مؤكداً أن ذلك يعتبر خيانة عظمي مشدداً على تنظيم محاكمات فورية لامثال هؤلاء وجعلهم عبرة للاخرين.
وقال المحجوب أن لقاء أي سياسي سوداني أو ناشط إسفيري أو مواطن عادي بمسئول اجنبي وتقديم معلومات له عن التطورات السياسية في السودان يمكن أن يجر هؤلاء للاتهام مباشرة بالتخابر مع دولة اجنبية لاسيما أن تطرقت هذه اللقاءات للحديث عن القوات المسلحة وقرارات القائد العام للجيش في 25 اكتوبر والتي ابعدت كثير من هؤلاء السياسيين والناشطين من الحكومة السابقة والعمل التنفيذي للدولة السودانية.
وشرح محمد منطوق المادة (53) من القانون الجنائي السوداني وهو قانون ساري وتتعلق بالتجسس مبيناً أنها تقول (من يتجسس على البلاد بأنه يتصل بدولة أجنبية أو وكلائها أو يتخابر معها أو ينقل إليها أسراراً وذلك بقصد معاونتها في عملياتها الحربية ضد البلاد أو الأضرار بمركز البلاد الحربي، فإذا لم يكن التجسس بذلك القصد ولكن من المحتمل أن يضر بالبلاد سياسياً أو اقتصادياً)
وأضاف عبدالله أن زيارة المسئوليين في السفارة الامريكية وبعض المسئولين في السفارات الغربية لاسيما البريطانية لبعض الاسر والناشطين السودانيين لم تكن شخصية وإنما سياسية في المقام الاول وللحديث في شأن الدولة السودانية موضحاً أنه لايمكن أن يتم فصل ذلك عن القرارات التي صدرت من القوات المسلحة ومشاركة العساكر في السلطة مشيراً الى أن هناك خيط رفيع يفصل بين اللقاء التخابري والعادي وان ذلك يعتبرواحدة من الاشكاليات التي تواجه السياسيين السودانيين لضعف ثقافتهم القانونية وحسهم الامني والوطني.
وأبان المحجوب أنه يجب أن تتعامل الدولة السودانية في شقيها العسكري والمدني بكل صرامة مع هذه الظواهر السالبة والخطيرة في حق الوطن منوهاً إلا أنه لاتوجد دولة في العالم تسمح بأن تؤثر السفارات الاجنبية في مجريات أوضاعها واحوالها السياسية كما يحدث في السودان مؤكداً أنه لايوجد مواطن سوداني يرغب في إعادة إنتاج تجربة عمر قمرالدين التي تسببت في الحصار الامريكي للسودان لمدة ثلاثون عاماً مشدداً على ضرورة تطبيق القانون بكل صرامة لحفظ وصون أمن السودان القومي.
واتهم قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، لدى مخاطبته فعالية عسكرية سفراء ودبلوماسيين لم يسمهم، بالقيام بتحركات مشبوهة وبتحريض السودانيين، محذرا من مغبة ذلك.
وقال البرهان خلال مخاطبته ختام التدريب السنوي للقوات المسلحة السودانية في ولاية نهر النيل إنه «لن يتردد في اتخاذ أي قرار لمصلحة البلاد، ولن يسمح بجرها للفوضى» أو «اختطاف الشعب السوداني» و«استلاب فكره».
وقال: “نرى البعثات الدبلوماسية تتجول بكل حرية في الخرطوم وبعض البعثات الدبلوماسية (لم يسمها) تعمل على الفتنة ضد الجيش ونحن لن نتركهم، ونحذرهم وسنتخذ إجراءات ضدهم”