حكومة الكفاءات .. في إنتظار حمدوك
يترقب الشارع السوداني والمجتمع الدولي والإقليمي الترتيبات الجارية لتشكيل الحكومة المدنية في السودان.
وكان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أعلن بعد عودته إلى منصبه والتوقيع على الإتفاق السياسي أن تشكيل الحكومة سيتم في غضون أسبوعين.
ورغم إكمال حمدوك 21 يوماً إلا أنه لم يتم الإعلان عن الحكومة الجديدة. وعزا خبراء تأخر الحكومة لمحاولة حمدوك إرضاء أطراف في الحاضنة القديمة وإجراء مزيد من المشاورات مع بعض الأطراف والبعض الآخر يرى أن ضغط الشارع والمجتمع الدولي ربما كان له الأثر في تردد رئيس الوزراء. ويقول مصدر مقرب من رئيس الوزراء إن تشكيل حكومة جديدة في البلاد، رهن توافقٍ واسع من القوى على الميثاق السياسي، وهو أمر غير متوافر على الأقل في الوقت الحالي، في ظل المواقف المتصلبة لقوى الحرية والتغيير ضد المشاركة فيه.
وكان رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو أكدا تعاونهما التام مع رئيس الوزراء وقالا أنهما لن يتدخلا في إختيارات حمدوك لكفاءات وطنية تقود المرحلة الإنتقالية. وبرز هذا الإتجاه في عدد من اللقاءات مع مسؤولين أجانب ومخاطبات تناقلتها وسائل الإعلام وهذا يؤكد أن حمدوك لا يواجه أية ضغوط من قبل المكون العسكري في إختيار الشخصيات التي يختارها ضمن فريق العمل في المرحلة المقبلة.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النيلين مصعب محمد علي إن تعيين رئيس الوزراء لوكلاء وزارات في الفترة الأخيرة مؤشر واضح على أن التشكيل الوزاري سيتأخر لمزيد من المشاورات وحتى التوقيع على الإعلان السياسي الجديد المتوقع خلال الأيام المقبلة، وتكوين حاضنة سياسية للحكومة تختار أو تساعد في إختيار الوزراء الجدد.
وقال مصعب في تصريحات لصحيفة القدس العربي، إن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، رغم التضارب بين إتفاقه وإتفاق السلام الذي يمنح قادة الحركات مقاعد وزارية محددة وتمسك هذه الحركات بمقاعدها، يستطيع تكوين حكومة تكنوقراط من خلال التفاوض وطرح صيغة بموجبها يتم تكوين الحكومة. ويقول مصعب أن المخرج الوحيد لحمدوك هو أن تحتفظ الحركات بمقاعدها ويعين حمدوك وزراء مقابل نسبتهم من القوى السياسية التي ستوقع على الإعلان السياسي ويعين البقية من التكنوقراط.
ووفق تحليل نشرته وكالة رويترز جاء فيه أن رئيس الوزراء، عبدالله حمدوك يواجه، مهمة صعبة جداً في السودان من أجل إنقاذ الإنتقال السياسي في البلاد. وأضاف التحليل أن حمدوك أمام معضلة سياسية لتشكيل حكومة تضمن القيام بدورها في مرحلة الإنتقال الصعبة وصولاً للإنتخابات التي ينشدها الجميع. وقال دبلوماسيون أن الوقت محدود أمام حمدوك، الذي إشتهر بالسعي إلى التوافق من خلال مشاورات مطولة، للفوز بتأييد الشارع وإثبات أنه لا ينفذ ببساطة ما يطلب منه.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أنه يجب على رئيس الوزراء إتخاذ قراره بشجاعة بمثل ما تم إعلان وتشكيل مجلس السيادة لأن هناك العديد من الملفات والقضايا التي لا تحتمل الإنتظار.