إردوغان وولي العهد السعودي في قطر.. تساؤلات حول توقيت الزيارة و”اللقاء المرتقب”
وكالات اثيرنيوز
بدأ ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الاثنين، جولة تتضمن عددا من الدول الخليجية، من ضمنها قطر، وتزامن زيارته إلى الدوحة مع أخرى يجريها الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، للعاصمة القطرية، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان التوقيت مقصودا لعقد لقاء بين الرجلين.
وقال مصدران مطلعان لوكالة رويترز إن إردوغان سعى للقاء ولي العهد السعودي في قطر.
لكن مصدرا استبعد أن يتم هذا اللقاء خلال الأسبوع الجاري، مرجحا أن يحصل ذلك “قريبا”. وإن حصل فإنها ستكون المرة الأولى التي يلتقي فيها إردوغان ومحمد بن سلمان منذ مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018.
وأعلنت الدوحة وأنقرة توقيع عشرات الاتفاقيات، خلال زيارة إردوغان. وتعتبر قطر حليفا إقليميا أساسيا لتركيا، التي تعاني من تدهور كبيرة في عملتها بعد سلسلة قرارات اتخذها إردوغان لخفض معدلات الفائدة تخللتها انتقادات حادة.
وفي مؤتمر صحفي بالدوحة، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إن تركيا تسعى لطلب المساعدة الاقتصادية من الدوحة، في حين أكد نظيره القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن بلاده تسعى للوصول إلى فرص قد تنشأ من التحديات الاقتصادية التي تشهدها تركيا.
ومن المفترض أن يصل ولي العهد السعودي قطر، الأربعاء.
وذكر مسؤول تركي وآخر خليجي، مطلعان على خطط الزيارتين، أنه كانت هناك محادثات لعقد لقاء بين إردوغان والأمير محمد بن سلمان.
وقال المسؤول التركي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لرويترز إن “الجداول (المخصصة للزيارة) لم تتوافق.. لذا يبدو أنه لن يكون هناك اجتماع شامل هذا الأسبوع”.
وأضاف “لكنه من المحتمل أن يجري هذا اللقاء في موعد قريب عندما تتوافق الجداول”، مشيرا إلى “العديد من فرص التعاون” بين البلدين.
تقارب في العلاقات
وأكد وزير الخارجية القطري أن زيارة الرئيس التركي وولي العهد السعودي إلى الدوحة في الفترة ذاتها، تعد محض صدفة.
السعودية، من جانبها، لم ترد على طلب رويترز التعليق.
وكانت المملكة قد فرضت، العام الماضي، “مقاطعة غير رسمية” على الواردات التركية، بعد أن ساد التوتر بين الدولتين عقب مقتل خاشقجي، لتنعكس آثار تلك القضية على التجارة بين البلدين، وفقا لرويترز.
فبعد مقتل الصحفي السعودي بإسطنبول، في أكتوبر عام 2018، قال إردوغان إن الأمر بقتله أتى “من أعلى المستويات” الحكومة السعودية، رغم أنه لم يطرح اسم ولي العهد السعودي، الذي وجهت بحقه اتهامات مباشرة بالمسؤولية عن مقتل الصحفي، والتي نفى علمه شخصيا بها، إلا أنه أعلن تحمل المسؤولية لأن الحادثة وقعت خلال حكمه.
وأشار تقييم أصدرته الاستخبارات الأميركية، في فبراير الماضي، إلى أن ولي العهد السعودي كان من أصدر الأمر بقتل خاشقجي، في حين نفت المملكة ذلك.
ورغم هذا كله، وخلال الأشهر الماضية، بدا وكأن السعودية وتركيا تحاولان تضميد العلاقة، التي تخللتها أيضا وعلى مدى سنوات اختلافات حول القضايا الإقليمية والإسلام السياسي.
وتأتي جولة ولي العهد السعودي، بعد لقائه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في الرياض، السبت، لتصبح تلك أول زيارة يجريها قائد غربي رفيع المستوى إلى المملكة منذ قتل خاشقجي.