من أعلي المنصة .. ياسر الفادني .. الكوب الفارغ
⤵️ من أعلي المنصة
✍🏻 ياسر الفادني
الكوب الفارغ
منذ الخامس والعشرين من أكتوير ظلت الولايات بلا ولاة معينين من قبل رئيس الوزراء ليكتمل عقد التكوين المدني السياسي ، فقط الذين يقومون بأمر معظم ولايات السودان هم ولاة بالتكليف ومعظمهم مدراء تنفيذيون لهم خبرات إدارية متراكمة ، كلفهم البرهان بعد مشاورات مع قيادات وكيانات ذات وزن اجتماعي ، مع احترامنا لهم فهم يجتهدون كثيرا لإدارة دفة ولاياتهم أي هم ( يسدون الفرقة !) علي أكمل وجه
منذ توقيع د.عبد الله حمدوك إتفاقه الإطاري مع المكون العسكري الشريك في الحكم بموجب الوثيقة الدستورية ظل الحال هو الحال ، أصدر حمدوك قرارا بتعيين وكلاء للوزارات الاتحادية والذي سبب همسا وأحاديثا في المدينة السياسية بأن هؤلاء لهم انتماءات حزبية أو كيانات تصب في نهر الحزبية ، لم يلتفت رئيس الوزراء للولايات حتي هذه اللحظة ، بلا شك أن وكلاء الوزارات هم وزراء مكلفين الآن الي حين ملء كوب الوزارات الفارغ من الوزراء الرسميين
تأخر السيد رئيس الوزراء في تعيين حكومته ولعل الأسباب أعتقد هي : إما أن عبد الله حمدوك ظل يبحث حتي الآن عن كفاءات وطنية تقود الوزارات واعتقد أن هذه المسألة صعبة جدا في زمننا السياسي هذا كالذي يبحث عن إبرة في كوم قش كبير ! أو انه تاذي من النقد الذي وجده من قبل في تعيينه وكلاء الوزرات ويريد أن يبحث عن الأفضل ويغير إتجاهه ، لا أعتقد أن هناك صراع بين حمدوك والمكون العسكري كما صرح البرهان أن لحمدوك مطلق الحرية في تعييين كفاءات لحكومته أو أن المسألة هي مسألة وقت ليس إلا لكن إن تاخر أكثر ليس من المصلحة في ظل هذه الظروف السياسية المعقدة
الشارع الذي يخرج فيه الآلاف فقط من ولاية الخرطوم والعشرات في بعض مدن الولايات رفضا للقرارات الأخيرة ورفضا لحمدوك والتي تتدعي السلمية لكنها تنحرف يسارا بقوة إلي العنف و خراب ممتلكات الدولة يجب أن تتغير وجهتها فاللاءات الثلاثة التي يهتفون بها تعتبر نوعا من الغباء السياسي ولاتخدم الوطن بل تزيد الفرقة والشتات ، الشراكة مع المكون العسكري أمر فرضته الوثيقة الدستورية التي خرج الشارع يوما لتاييدها بنفس الأشخاص وبنفس هذه المواكب …
الوضع السياسي الماثل الآن لا يعجب البته الفراغ في مستحقات الحكم المدني يجب ملاءه ، المحكمة الدستورية يجب تكوينها في أسرع وقت ممكن ، المجلس التشريعي الذي ظللنا نسمع به طوال اكثر من سنتين يجب أن تكتمل صورته العادلة ، حكومة بلا مجلس تشريعي رقابي كالبيت بلا سقف ! يجب تعيين الوزراء والولاة وإن دعي الأمر إلي تعيين الذين هم مكلفيين لأنهم طوال فترة الفراغ ظلوا يديرون أمر الولايات بكل جدارة فلماذا لايرفعوا إلي ولاة رسميين أعتقد هم أولي بذلك واثبتوا جدارتهم
علي الشارع أن يطالب مطالب منطقية ومقبولة ولا يطالب بأشياء مستحيلة مثل الجيش للثكنات ، علي الشارع أن لا يضع الأجهزة الأمنية الجيش والشرطة والامن في وضع الشيطنة وعليهم التعقل أكثر وأكثر ، الأجهزة النظامية مكونة بقانون ولها اختصاصات معينة لا يستطيع أي مواطن القيام بها ، إن لا قدر الله دخل العدو أرض الوطن واستباح ارضها لا الهتافات تنفع ولا التتريس ينفع ولا (اسبايدر مان) يحمي شبر من هذه البلاد فهم الذين يدافعون عن الوطن وهم من يهبون أرواحهم فداءا له ودفاعا عنه و عنهم ويحمونهم ومن يهتفون في الشوارع يكونون مندسون في بيوتهم خوفا ولا تحدثهم أنفسهم حينها بالخروج البتة ، فدعونا من الضجيج الفارغ وتعقلوا ،بلاد بلا جيش وشرطة وامن هي بلاد الغاب…..
القوي فيها يأكل الضعيف والقرود فيها تفسد المحصول إن تصارعت .