السفير الروسي يدافع عن قرارات البرهان .. وينتقد التفسير الغربي للاحداث في السودان
وكالات اثيرنيوز
أكد السفير الروسي لدى الخرطوم فلاديمير جيلتوف، أن بلاده لا تتفق مع التفسير الغربي لما يجري من أحداث في السودان.
وقال في مقابلة مع قناة (RT) “الأحداث التي جرت كانت ردة فعل على الحالة التي انزلق فيها السودان إلى حافة من الجانب الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك من حيث المناكفات السياسية اللا متناهية”.
وأضاف: “أوضحنا موقفنا عبر مجلس الأمن الدولي ووزارة الخارجية الروسية، وبرأيي أن ما حدث في السودان كان مساراً موضوعياً وجرى فيه تصحيح نهج البلاد خلال الفترة الانتقالية، وبغض النظر عن التقييمات والتفسيرات لهذه الأحداث من قبل شركائنا الغربيين وحلفائهم في المنطقة، فإنّ الأمر هو تصحيح لما جرى خلال الفترة الانتقالية”.
وتابع: “إن فكرة أن هناك استيلاءً على السلطة من قبل العسكريين، هي ما يُروِّج له شركاؤنا الغربيون، ونحن من جانبنا لا نتّفق مع هذا التفسير وهو ما يراه زملاؤنا الصينيون وآخرون في المنطقة، وهو ما نلمسه من أن الإدارة المشتركة العسكرية المدنية هي الحل الأفضل في فترة العامين المقبلين من الفترة الانتقالية للبلاد”.
وفي الشأن الإنساني، قال: “الوضع الإنساني حرج وكان عصيباً قبل أحداث 25 أكتوبر، إذ أنّ نشر الديمقراطية الغربية في السودان أظهر أن الواقع الاقتصادي يسير من سيئ إلى أسوأ، أظن أن العسكريين اتخذوا قراراً لوقف هذا النهج، وهذا لا يدل على أن الوضع أصبح أفضل بين ليلة وضحاها، فالسودان ودول الجوار تقع في منطقة مضطربة جداً وغالبية النزاعات العسكرية تحمل طابعاً اصطناعياً، أما وضع المهاجرين والاقتصاد داخل هذه البلاد فهو يُؤجِّج المشاكل السياسية الداخلية ويضيفها إلى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وعدم وجود موارد في الدولة له سببان طبيعيان، الأول هو الظروف المناخية وتصحر الأراضي، والثاني بسبب الصراعات الداخلية التي تؤثر على قُدرات الناس في تزويد عوائلهم وبلادهم بالبضائع الأساسية”.
وشدد جيلتوف على أن لدى روسيا مركز لوجستي في السودان يقوم بمهمة توفير الإمدادات اللازمة للسفن الروسية، وأن العلاقات بين موسكو والخرطوم تاريخية وتتطور في جميع المجالات باستمرار..
علاقاتنا بدأت تتطوّر منذ أواخر الخمسينات تزامناً مع حصول السودان على استقلاله، وبالطبع كانت هناك مراحل ركود وتطور، ولكن الكثير من السودانيين يتعاطفون مع دولتنا ويرحبون بوجود روسيا هنا وفي مجالات متعددة من إعداد الكوادر التعليمية أو التعاون العسكري أو حتى في مجال مساهمة الشركات الروسية في مشاريع استثمار الثروات المائية.
وأوضح: “أود التنويه إلى أنّه على الرغم من الإعلان الغربي عن وجود شركات تعمل في السودان, إلا أنّ الأمر في حقيقته مختلف تماماً، حيث نرى أن الشركات الروسية تعمل في مجال استثمار الموارد المائية بشكل جاد، وهذه حقيقة”.