الفاو تسلط الضوء على تهديد تملّح التربة على الأمن الغذائي
بمناسبة اليوم العالمي للتربة سلّطت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الضوء على التهديد الذي يشكله تملّح التربة على الأمن الغذائي العالمي، وحذرت من أن العديد من البلدان لا تزال تفتقر إلى القدرة الكافية لتحليل التربة.
وقال السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في ملاحظاته قبيل انعقاد الحدث في 5 ديسمبر حول موضوع “وقف تملّح التربة وتعزيز إنتاجية التربة”: “التربة هي أساس الزراعة والمزارعون في العالم يعتمدون على التربة لإنتاج حوالي 95 في المائة من الطعام الذي نتناوله” وشدد قائلًا: “مع ذلك، فإن تربتنا معرضة للخطر”. وتشمل القضايا الحاسمة الأهمية والممارسات الزراعية غير المستدامة والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية بالإضافة إلى تزايد عدد السكان، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على التربة والتسبب في معدلات مقلقة من تدهور التربة على مستوى العالم.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 في المائة من الأراضي الزراعية تتأثر بالملح، مما يشكل خطرًا كبيرًا على الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم. وتوجد بعض المناطق الأكثر تضررًا في آسيا الوسطى، والشرق الأوسط، وأمريكا الجنوبية، وشمال أفريقيا، والمحيط الهادئ.
وتتطلب إدارة المناطق المتأثرة بالملح نهجًا متكاملًا يتبنى الإدارة المستدامة للتربة والري والتصريف، واختيار المحاصيل والنباتات التي تتحمل الملوحة بما في ذلك النباتات الملحية القادرة على النمو بشكل جيد في مثل هذه البيئات.
وقال السيد شو دونيو: “يجدر بنا منع تملّح التربة من أجل إدارة التربة الطبيعية المتأثرة بالملح بشكل صحيح وإعادة تأهيل التربة المتدهورة بسبب الملوحة.”
وأكد المدير العام أن المضي قدمًا نحو زراعة رقمية يتطلب تعزيز قدرات المختبرات المعنية بالتربة من أجل توفير بيانات موثوقة عن التربة، وذلك عندما أعلن عن الإطلاق الرسمي لتقرير التقييم المخبري العالمي للتربة. وهذا التقرير هو جهد مشترك من قبل 241 مختبرًا في 142 بلدًا، تقوده الشراكة العالمية من أجل التربة التابعة للمنظمة والشبكة المخبرية العالمية للتربة المنبثقة عنه والمؤلفة من أكثر من 760 مختبرًا عضواً في جميع أنحاء العالم.
ويسلط التقرير الضوء على التحديات حيث أن 55 في المائة من البلدان التي شملها الاستطلاع تفتقر إلى القدرات التحليلية الكافية بما في ذلك الموارد البشرية وإجراءات المواءمة والمعدات. فالعديد منها غير قادرة على تلبية الطلب الوطني لتحليل التربة في أفريقيا وآسيا والمنطقة الأوروبية الآسيوية.
وشدد السيد شو دونيو على أهمية استمرار الاستثمار في مختبرات التربة التي توفر بيانات موثوقة يمكن من خلالها اتخاذ قرارات سديدة لضمان الإدارة المستدامة للتربة ومنع تدهورها. وأضاف أن كلفة عدم اتخاذ أي إجراء للحفاظ على سلامة التربة واستعادتها يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة بالنسبة إلى خطة التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وتشمل المبادرات التي تقودها المنظمة نظامًا عالميًا للمعلومات المتعلقة بالتربة ومرصدًا عالميًا للتنوع البيولوجي للتربة أُنشئ حديثًا وهو سيساهم في شبكة الرصد العالمية والتنبؤ بسلامة التربة. وقد سلّط مؤتمر الأطراف السادس والعشرون الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه التربة السليمة في التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه وفي بناء القدرة على الصمود في وجهه. وقد دعت المنظمة جميع البلدان إلى تحسين المعلومات عن التربة والقدرات الخاصة بها على وجه السرعة من خلال قطع التزامات أقوى تجاه الإدارة المستدامة للتربة.
وقال السيد شو دونيو إن تبني الاتحاد الأوروبي مؤخرًا لاستراتيجية جديدة للتربة هو مثال إيجابي، إذ أنه يضع أهدافًا ملموسة وطموحة لتحسين سلامة التربة داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه. وكجزء من الاحتفالات بمناسبة اليوم العالمي للتربة، يتم منح جوائز تمولها روسيا وتايلاند للمساهمات البارزة في هذا المجال. وقد حازت على جائزة Glinka الروسية، عالمة التربة Lydie-Stella Koutika من جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تتمتع بأكثر من 40 عامًا من الخبرة في مجال البحوث في النظم الزراعية الإيكولوجية. ومُنحت جائزة ملك تايلاند Bhumibol إلى معهد علوم التربة في نيجيريا تقديرًا لعمله من أجل زيادة الوعي بأهمية التربة السليمة والإنجازات في هذا الميدان.