لمحات في مسيرة الفنان الراحل عبدالكريم الكابلي
الدكتور عبد الكريم عبد العزيز محمد الكابلي و لد في مدينة بورتسوان العام (1932) وهو شاعر وملحن ومطرب وباحث في التراث الشعبي السوداني.
أكثر ما ميز مسيرة الكابلي هو جمعه بين ثلاث مواهب يندر أن تجتمع في فنان، فإضافة إلى حسه الموسيقي المرهف فهو مثقف ومترجم وباحث تراثي من الطراز الرفيع.
وبعد أن أكمل دراسته في خمسينيات القرن الماضي التحق الكابلي بالقضاء السوداني وعمل به نحو 20 عاما، قبل أن يقضي بضع سنوات للعمل كمترجم في السعودية ليعود إلى السودان مرة أخرى محترفا الغناء ويتربع على قمة الهرم الفني مع عدد من كبار المبدعين السودانيين.
وبدأ الكابلي الغناء في الثامنة عشر من عمره؛ وظل يغني في دائرة جلسات الأصدقاء والأهل لمدة عقد من الزمان إلى أن واتته الفرصة الحقيقية نوفمبر عام 196، عندما تغني برائعة الشاعر تاج السر الحسن أنشودة آسيا وإفريقيا بحضور الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
و خاطب الكابلي في غنائه العديد من جوانب الحياة التي تتصل في خصوصيتها بالسودان وفي عموميتها بالمباديء الإنسانية الخيرة. تم تعيين الدكتور عبد الكريم الكابلي سفيراً فخرياً من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان.
تزوج والده بمدينة القلابات من صفية إبنة الشريف أحمد محمد نور زروق من اشراف مكة اللذين هاجروا للمغرب ثم جاءو للسودان لنشر الدعوة الإسلامية. وهو من مواليد مدينة بورتسودان بشرق السودان والتي تربي وترعرع بها هو ورفيق دربه الشاعر الكبير حسين بازرعة.
نشا وشب في مرتع صباه مابين مدن بورتسودان و سواكن و القلابات و طوكر و تلقي دراسته بخلوة الشيخ الشريف الهادي والمرحلة الأولية والوسطى بمدينة بورتسودان والمرحلة الثانوية بمدينة امدرمان بكلية التجارة الصغرى ( سنتان ) وبعد أن تخرج منها التحق بالمصلحة القضائيه بالخرطوم وتعين في وظيفة مفتش إداري بإدارة المحاكم وذلك في العام 1951 م وعمل بها لمدة اربع سنوات ثم تم نقله إلى مدينة مروي ومكث بها لمدة ثلاث سنوات إلى ان تم نقله مرة أخرى إلى مدينة الخرطوم واستمر بها حتى وصل الى درجة كبير مفتشي إدارة المحاكم في العام 1977 م وبعد ذلك هاجر الى المملكة العربية السعودية ليتعاقد مع إحدى المؤسسات السعودية مترجما في مدينة الرياض في العام 1978 م ولم تستمر غربته طويلا حيث عاد الى السودان في العام 1981 م ليواصل رحلته الإبداعية مرة أخرى
وللكابلي دراسات في التراث السوداني فقد غاص فيه وطلع بالروائع من درره من أغنيات التراث. للاستاذ عبد الكريم الكابلي الكثير من الاغنيات التي تربعت علي عرش الاغنيات في السودان علي سبيل المثال لا الحصر:(حبيبة عمري) للشاعر الحسين الحسن و( ضنين الوعد) لصديق مدثر (أراك عصي الدمع ) لأبي فراس الحمداني (اكاد لا أصدق) و(زمان الناس) و(حبك للناس) و( آه لوتصدق) و(شمعة)و(ماذا يكون حبيبتي)و معزوفة لدرويش متجول،للشاعر محمد مفتاح الفيتورى و(قمر دورين) ، و(زينة وعاجباني ) و(عقبال بيك نفرح يازينة) و(أمطرت لؤلاً) للخليفة يزيد بن معاوية (أبكيك للذكرى) و(سكر سكر) وقد خلد الكابلي ببعض أغنياته مدناً سودانية مثل ( كسلا) و(مروي) وغنى عدداً من أغنيات التراث مثال( متين ياعلي تكبر تشيل حملي ) و(ماهو الفافنوس) كما قدم كابلي أنشودة ( ليلة المولد يا سر الليالي) لمحمد المهدي المجذوب ، وقد قدم رائعة الشاعر التجاني حاج موسى (في عز الليل) والتي قدمها بعده النور الجيلاني بلحن مختلف ولم يعترض كابلي بل كان من المشجعين للنور.
عرف كابلي بعلمه الغزير بالتراث والفن والأدب ، وتميز بأسلوب جذاب في السرد والسيرة ،وكان لذلك أن قدم كابلي كثيرا من البرامج الثقافية والتراثية في الإذاعة والتلفزيون . الكابلي متزوج وله عدد من الأبناء والبنات . هاجر عبدالكريم الكابلي إلى أمريكا منذ سنوات وقد نال الجنسية الأمريكية .الا رحم الله الفقيد و اسكنه فسيح جنات مع الصديقين و الشهداء و الصالحين ة حسن اولئك رفيقا .