اعادة الطلاب المتسربين لمقاعد الدراسة بكسلا .. إنتصار تقلاوي
اعادة الطلاب المتسربين لمقاعد الدراسة بكسلا
إنتصار تقلاوي
لا شك أن أي ظاهرة اجتماعية أو سلوكية أو تربوية أو غيرها من الظواهر السالبة إن لم يتم تعقبها بالدراسة والتحليل للتعرف على مسبباتها أو العوامل المساعدة التي تؤدي إليها ومن ثم توصيف العلاج الناجع لها وإلحاق عملية المعالجة للتخلص من جميع الآثار الجانبية التي قد تنشأ أثناء هذه المعالجة والتي قد تطول أو تقصر حسب نوع الظاهرة وتداعياتها وما خلَّفته من دمار وخراب كان سيودي لما بعده من ترد إن لم يتم تداركه وكبح جماحه في هذه اللحظة الحساسة والحاسمة و إن لم يتم ذلك كله فستتحوَل هذه الظاهرة إلى أشبه ما يكون بالواقع الحتمي الذي سيفرض علينا بعد ذلك التعامل معه إما بالذوبان فيه أو مجاراته خوفاً من استفحاله وتحوله لمسارات أخرى أكثر خطورة.
هذا المقدمة قصدتُ منه لفت الانتباه لما سأتناوله في هذا التقرير والذي بدا وضحاً من تسميته ولكن لأهميته كان لا بد من التقديم له هكذا فموضوع التسرب المدرسي في السودان يعد الان من المعضلات التربوية التي استعصت على الحل وأعْيتْ من يداويها فالتسرُّب المدرسي يختلف من بلد إلى آخر حسب سياسة التعليم في البلد نفسه ففي بعض الدول يعني التسرب ترك التلميذ للمدرسة قبل إنهاء الصف السادس الابتدائي لعوامل إقتصادية أوإجتماعية فيما يشمل في دول أخرى “كل تلميذ ترك المدرسة قبل إكمال المرحلة المتوسطة وتذهب بعض الدول في أنه ينطبق على “كل تلميذ ترك المدرسة قبل إكمال المرحلة الثانوية علماً بأنَّ هناك عدد من الدول لم توثِق أنظمتها التعليمية فالتسرُّب المدرسي.
هو عدم التحاق الأطفال الذين هم بعمر التمدرس بالمدرسة أو تركها دون إكمال المرحلة التعليمية التي يدرس بها بنجاح سواء كان ذلك برغبتهم أو نتيجة لعوامل أخرى وكذلك عدم المواظبة على الدوام لعام أو اكثر.
كذلك نجد أنَّ من الحقوق التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة (26) ان لكل شخص حق في التعليم ويجب أن يوفر التعليم مجاناً على الأقل في مرحلتيه الابتدائية والثانوي ويكون التعليم الابتدائي إلزامياً المادتان (28) و(29) من اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة، فالتعليم حسب المادة (29) هو الذي يعمل على تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى إمكاناتها وتنمية احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية والمبادئ المكرسة في وإحصائيات التسرُّب المدرسي في السُّودان عالية جدا للتسرُّب حيث بلغت نسبته 6.6% بناء علي الاحصائيات وكانت نسبة الأولاد منها 8.3%، أمَّا البنات فكانت 6.9%، وعزت نسبة ارتفاع تسرُّب الأولاد إلى الرغبة في العمل وخاصة في ظل ظروف الحرب والصراعات التي يشهدها السُّودان وفقدان كثير من الأسر لعائلها.
إلاَّ إنَّه في المرحلة الثانوية فإنَّ ظاهرة الزواج المبكِّر للبنات تؤدِّي إلى زيادة تسربهنَّ.
وذكرت أسباب أخرى عديدة تؤدِّي إلى تسرُّب الأطفال من التعليم،ث من بينها الظروف الاقتصادية التي تعيشها بعض الأسر والصراعات القبلية والحروب الأهليةوالإقليمية فضلاً عن قلة فرص التعليم المتوفرة لهذه الفئات ويمكن للتعليم ذي النوعية الجيدة والمجاني والمرن أن يلعب دوراً حيوياً في إعادة دمج هذه الفئات في المجتمع إذا أُخذ في الاعتبار الحاجات التربوية الخاصة بهذه الفئة.
صورة التسرُّب المدرسي: بناءً على ما تقدَّم فإنَّ الصورة الحقيقية والماثلة أمامنا والمشاهدة يومياً لظاهرة التسرُّب المدرسي في السُّودان، علاجها، خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار أنَّ هذا التسرُّب يؤدِّي بلا شك إلى وقوع هؤلاء الطلاب في براثن الجريمة ويضع أقدامهم في أولى درجاتها فالطالب الذي يتسرَّب من المدرسة يكون نهباً من معتادي الإجرام فيبدأ بممارسة ما يمارسون من سرقة وإدمان سجائر ومخدِّرات ومسكرات بل وحتى الوقوع في الرذيلة بأنواعها المختلفة والفاحشة في أقسى صورهايمكن أن يمثِّلان تجربة جريئة لهذا الطالب المتسرِّب وايمانا باهمية معالجة الظاهرة دشنت وزارة التربية والتوجيه بولاية كسلا من محلية ريفي ود الحليو إنطلاقة حملات القيد الوطني لتسجيل وإستيعاب الاطفال خارج المدارس لعام 2021- 2022 للأعمار من سبعة ألي تسعة سنوات والتي تستهدف إعادة (4000) الف طفل إلي المدارس ومراكز اليافعين والتعليم الالكتروني بسبعة من محليات الولاية و أوضح رئيس لجنة البرامج والمناصرة لحملات القيد الوطني عبد المنعم علي سليمان أن الحملة تستهدف محلية ريفي ود الحليو وعشرة مناطق اخري بهدف إسترجاع الأطفال إلي المدارس مشيرآ اليا الأهداف من الحملة والتي تتمثل في اهمية التعليم والمناصرة وتعليم البنات إضافة إلي خلق شراكة بين التعليم والمجتمعات والمساهمة في تقليل نسبة التسرب وسط الاطفال من المدارس