وفاة انشراح موسى.. جاسوسة عفا عنها السادات وسافرت لإسرائيل واعتنقت اليهودية
وكالات اثيرنيوز
من هي؟
كانت انشراح موسى من أشهر الجواسيس الذين عملوا مع إسرائيل عقب نكسة يونيو/حزيران 1967، حتى نجحت المخابرات المصرية في إلقاء القبض عليها وعلى زوجها إبراهيم شاهين وأولادها الثلاثة عقب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
ولدت موسى عام 1937 في محافظة المنيا جنوبي مصر، وتزوجت من إبراهيم شاهين الذي يعمل موظفا في مديرية العمل بالعريش، والذي اتهم بالرشوة وتم حبسه عدة أشهر، ليخرج من السجن عاطلا.
عقب نكسة يونيو/حزيران 1967 التي وقعت في عهد الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر وأسفرت عن احتلال إسرائيل لكامل سيناء، ذهب إبراهيم إلى مكتب الحاكم العسكري الإسرائيلي يطلب طعاما، ليعطيه الضابط الإسرائيلي جوالا من الدقيق، ثم يعرض عليه العمل مع إسرائيل مقابل 70 دولارا شهريا.
عرض إبراهيم الأمر على زوجته انشراح فوافقت فورا “ما داموا هيدفعوا” كما نشرت جريدة الأهرام الحكومية، وبعد ذلك قام جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” بتدريبه على إرسال الرسائل الاستخباراتية السرية من قلب القاهرة إلى تل أبيب، وأتقن التمييز بين مختلف الأسلحة والمعدات العسكرية.
سافر إبراهيم مع أسرته للقاهرة، وجند الزوجان أبناءهما الثلاثة الصغار أيضا، حيث تعاونوا معهما في مصادقة أبناء الضباط لمعرفة مواعيد عمل آبائهم ومواقع عملهم والاستعدادات العسكرية المصرية على الجبهة
استهداف عبد المنعم رياض
تسببت شبكة انشراح موسى في استهداف الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان الجيش المصري، خلال حرب الاستنزاف مع إسرائيل، حيث أدلى الجواسيس بمعلومات لإسرائيل عن موقع وموعد وصول الفريق رياض إلى الجبهة المصرية بسيناء في التاسع من مارس/آذار 1969، فقامت إسرائيل بشن هجوم مدفعي وإطلاق النيران على موقع وصوله، مما تسبب في إصابته ووفاته، حسب ما نشرته صحف مصرية.
كما سافرت موسى وزوجها إلى إسرائيل مرات عدة، وحصلت على جهاز تجسس لإرسال الشفرات للموساد عقب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 التي انتصرت فيها مصر في عهد رئيسها السابق محمد أنور السادات على إسرائيل، وذلك حتى يتمكن الزوجان من إرسال المعلومات إلى تل أبيب بسرعة.
اعتقال ومحاكمة
تمكنت المخابرات المصرية من رصد ذبذبات الجهاز، وبعد تتبع المنازل التي صدرت منها الموجات تمكنت المخابرات المصرية من إلقاء القبض على إبراهيم في الخامس من أغسطس/آب 1974 ومعه جهاز الإرسال والشفرات، في الوقت الذي كانت فيه انشراح في رحلة إلى إيطاليا لمقابلة رجال الموساد.
وفي 24 أغسطس/آب 1974 عادت موسى إلى مصر، وعند وصولها إلى منزلها فوجئت بضباط المخابرات المصرية يلقون القبض عليها، لتدلي باعترافات تفصيلية أمام جهات التحقيق.
وفي الذكرى الأولى لحرب أكتوبر، نشرت جريدة الأهرام المصرية خبر القبض على انشراح وأسرتها تحت عنوان “الكشف عن أخطر قضية جاسوسية لحساب إسرائيل”، وذكرت الأهرام أن الجاسوس وزوجته وأولاده الثلاثة كونوا شبكة تجسس واحدة، وتزامنت هذه الأخبار مع اجتماع وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر مع نظيره المصري إسماعيل فهمي لمناقشة المرحلة المقبلة من مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل، وترقب المصريين العرض العسكري الذي تشهده مصر لأول مرة منذ النكسة احتفالا بنصر أكتوبر.
تمت محاكمة انشراح موسى وأسرتها بتهم الخيانة العظمى والتجسس لحساب إسرائيل، وقررت المحكمة في نوفمبر/تشرين الثاني 1974 إعدامها وزوجها إبراهيم، وحكم على نجلها الأكبر نبيل بالأشغال الشاقة، بينما تم إيداع نجليها محمد وعادل في دارا لرعاية الأحداث.
وبينما نفذ الحكم في إبراهيم شنقا، تدخلت إسرائيل لتأجيل تنفيذ الحكم في إعدام انشراح، وقضت 3 سنوات في السجن حتى أصدر الرئيس أنور السادات “عفوا عنها لإعالة أولادها” في يناير/كانون الثاني 1977، وتم تسليمها رسميا لإسرائيل “مقابل الحصول على امتيازات لم يتم الإعلان عنها أو الكشف عن تفاصيلها حتى الآن” وفقا لجريدة الأهرام.
حياتها في إسرائيل
غيرت انشراح موسى اسمها إلى “دينا بن ديفيد” في إسرائيل، واعتنقت وأبناؤها الثلاثة الديانة اليهودية، وسافر أحد الأبناء للبرازيل مع زوجته الإسرائيلية، بينما عاش الابنان الآخران مع انشراح في إسرائيل بأسماء يهودية، وافتتحوا مطعما للأسماك، وفقا لجريدة الأهرام.
ووفقا لخبير مكافحة الإرهاب الدولي العقيد حاتم صابر بتصريحات تلفزيونية في مارس/آذار 2018، كانت انشراح تريد العودة لمصر وأن تموت في أرض مصر، وكانت تعمل بتنظيف المراحيض في تل أبيب، وحاول أحد أبنائها العودة لمصر ولكن تم منعه.
وقد قدمت الدراما المصرية عام 1994 قصة تجسس انشراح موسى في المسلسل التلفزيوني “السقوط في بئر سبع” للكاتب عبد الرحمن فهمي والمخرج نور الدمرداش، حيث قدمت الممثلة إسعاد يونس دور انشراح موسى، بينما لعب الفنان سعيد صالح دور زوجها إبراهيم شاهين.