تحديات حمدوك بعد الاتفاق مع البرهان .. بقلم على يوسف تبيدي
تحديات حمدوك بعد الاتفاق مع البرهان
بقلم :على يوسف تبيدي
تنفس السودانيون الصعداء بعد صدور الاتفاق السياسي بين الفريق أول البرهان والدكتور عبدالله حمدوك بعد ترقب مشوب بالحذر والخوف في الساحة السودانيه من إمكانية دخول البلاد في مستنقع الحريق والهلاك فجاء هذا الاتفاق الثنائي الذي شاركت فيه قوي خارجية وداخلية كأنه طوق نجاة ربما يصلح الأحوال الكارثية التي فاقت التصورات في المسرح السياسي ، لانريد أن نكون متفائلين أكثر من الواقع فالشاهد أن أمام حمدوك تحديات كبيرة وعراقيل واضحه تتمثل في انقسام الشارع حول تأييد خطوته بالتعامل مع العسكر علاوة على ظهور التعقيدات المتعلقه بتنفيذ العديد من البنود التي وردت في الاتفاقية الثنائية يضاف إلى ذلك إمكانية تدخل العسكر في بعض صلاحياته رغم موافقتهم على اطلاق يده في السلطة التنفيذية.
صحيح أن هنالك من يرى أن خطوة حمدوك سوف تعمل على إزالة حقن الدماء فضلا عن خلق استقرار في المشهد السياسي غير أن الرجل صار اليوم خصما للحاضنه السابقة المتمثله في قوي الحريه والتغيير فقد صار امامهم كمن خان القضيه وارتمي في أحضان العسكر.
الموقف السياسي بعد الاتفاق الثنائي متارجح بين السلاسه والهدوء مقابل الانفجار المتوقع في ظل الحديث عن تواصل المليونيات الشبابيه الرافضة لخطوة حمدوك.
التحديات أمام رئيس الوزراء العائد كثيره ومعقدة ، فكيف يقابل الرجل الذي اتسم بالبرود والصبر وهو في هذا الوضع الجديد بعد غير حاضنته وبرامجه السياسيه التي وردت في الوثيقة الأولى التي أصبحت قصة من الماضي في خبر كان، ان هناك لاعبين جدد في المشهد السياسي من القوى السياسية التي كانت مشاركة في قطار الإنقاذ فضلا رجال الإدارة الأهلية والمجتمع المدني الناعم ، فكيف يتناغم هؤلاء مع بعض في قطار حمدوك.
الأشواك والحصرم أمام حمدوك يثري بعضهما بعض كيف يعبر بالبلاد إلى مرحلة الانتقال الماموله وهو محاط بهذا الكم الواسع من الإشكاليات والأجندة المتشابكة علاوة على الحرب التي تنطلق صوبه من القحاته.
أيضا كيف يضع حمدوك مفوضية الانتخابات بالشكل الذي ينتج عمليه انتخابيه نزيهه ومحايده وكيف ينجو من حراب المتربصين وأصحاب التصورات الشوفانيه بل حتى التشكيل الوزاري المرتقب يحتاج إلى دراسه واسعه ومسح عميق واختبارات دقيقة ولايفوتنا التطرق إلى مشروع السلام وتعقيداته ، كيف يجذب الحلو وعبدالواحد وهو في موقف سياسي لايحسد عليه بل أمام حمدوك تحديات المشكل الاقتصادي المتوحش وهو التحدي الذي أسقط البشير وسحب التأييد من القحاته.
لايمكننا إنكار بأن رجوع حمدوك إلى قيادة الوزارة خطوة تاريخية في لحظه دقيقه يمر بها السودان انها مسؤوليه خطيرة من قائد سياسي يمشي على طريق الاشواك.