السعودية الخضراء الشرق الاوسط الاخضر .. الفكرة ليست حكرا علي القوي العالمية .. علي يوسف تبيدي
السعودية الخضراء الشرق الاوسط الاخضر .. الفكرة ليست حكرا علي القوي العالمية
علي يوسف تبيدي
فجرت فكرة المملكة العربية السعودية حول مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر الكثير من الجدل، نظرا لضخامة مشروع طالما كان محتكرا لدي القوي العالمية، صحيح ان مشاريع مشابهة لقوي عالمية حملت طروحات التنمية ومساعدة سكان العالم، لكنها كثيرا ما حملت في ثنياها اطماع ومحاولات السيطرة، بينما جاءت فكرة زراعة 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الاوسط من قبل المملكة حاملة لعنوان ووسم المنطقة فظهرت الفكرة الكبري كما لو أنها نتاج لجميع دول الشرق الاوسط
ان المشروع الجديد للشرق الاوسط الاخضر هي بمثابة صب للماء البارد في احد أكثر المناطق التهابا، وبتنفيذ المشروع فان الارض ستشهد اخضرارا في مكان الصحاري الجرداء، وهي فلسفة وترجمة لاطروحات السلام، ترجمة عملية لعمليات الصوالين المغلقة والمفاوضات الرتيبة، ان انكباب انسان الشرق الاوسط حول هذه الفكرة سيمثل له خروجا من دائرة الصراع المكرور، فهي فكرة تهم الانسان في ذاته وحياته ووجوده، وبالتالي فان المواطن في الشرق الاوسط هو محور هذه القضية وليس النخب او السياسيين، ان زراعة اربعة مليار شجرة ليست اطروحة بيئية محضة، بل هي فكرة سياسية ألمعية، ستتكون بموجبها رابطة عصية علي الاختراق، وهي بمثابة هم مشترك حقيقي، مثلما هي هموم الشعوب في المنطقة
ان اطلاق المبادرة من قبل السعودية من مبدأ المسؤولية باعتبارها احد اكبر البلاد المنتجة للنفط، هو حفز حقيقي لكل المؤسسات التي تتبني برامج المسؤولية الاجتماعية في اطار ضيق، وهو نموذج جديد لتبني برامج مسؤولية اجتماعية عابرة للحدود وليس في مناطق الانتاج والمتأثرة بحركة العملية الصناعية وتأثيراتها، كما ان للملكة دفوعات أكبر بكون المبادرة ستعمل علي دفع عجلة مكافحة ازمة المناخ وقيادة الحقبة الخضراء القادمة في المنطقة والاضطلاع بدورها الإقليمي والعالمي في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة لتحقيق المستهدفات العالمية في هذا المجال
ولا يمكن تجاهل اطلاق المبادرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، فالبدوي الثائر لديه الامكانية وتتوفر له الارادة من خلال التجارب الراهنة ليس اقلها اجراء عمليات اصلاحية وجراحات عميقة في المملكة العربية السعودية، في مجالات الحكم والسياسة والمجتمع، ومثلت عهدته حتي الان مجالا للاعجاب بكونها شكلت بوابة رئيسية للانفتاح مع التمسك بالارث الذي خلفه الاباء المؤسسين، وحسب الرأي الرسمي لدولة خادم الحرمين الشريفين فان أهمية المبادرتين تكمن في معالجة التحديات البيئية في المنطقة المتمثلة في ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع موجات الغبار والتصحر والانبعاثات الكربونية مما جعل هذه التحديات تشكل تهديدا اقتصادية للمنطقة.
وتتوائم المبادرة بلا شك مع تطلع الاجيال الجديدة للمشروعات الكبري في اوطانهم ومعانقة العالمية، وهو ما تقصده المبادرة عندما تقول أهدافها ان مبادرة السعودية الخضراء عبارة عن مبادرة وطنية طموحة تهدف إلى تحسين جودة الحياة وحماية الأجيال القادمة وتحقيق عدة اهداف تتمثل في زيادة مستوى الغطاء النباتي، وتقليل آثار انبعاثات الكربون ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية، فيما تهدف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر إلى تنسيق الجهود بين دول المنطقة لمواكبة التطورات الإقليمية والدولية ، وتطلقها المملكة كخارطة طريق إقليمية للمنطقة للإسهام بشكل كبير في تحقيق الأهداف العالمية لمواجهة التغير المناخي من خلال إطلاق أكبر خطة لإعادة التشجير من خلال زراعة ( 50 ملیار شجرة ) في منطقة الشرق الأوسط مما يسهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية بما نسبته ( 10 % ) من المساهمة العالمية.