عرّافة “تعالج” المصابين بفيروس كورونا… الشعوذة في مواجهة الوباء
وكالات اثيرنيوز
رغم إعلان روسيا تسجيل أول لقاح ضد فيروس كورونا في العالم منذ صيف العام الماضي، يواصل الكثير من الروس اللجوء إلى السحر والشعوذة لعلاج الفيروس والوقاية منه.
وفي تقرير تلفزيوني بثته محطة “رين تي في”، ادعت العرافة لادا أنها اكتشفت علاجاً فريداً لفيروس كورونا طبقته على مئات “الزبائن”، الأمر الذي لفت انتباه السلطات الأمنية الروسية التي فتحت تحقيقاً في الموضوع.
وبعدما استمر نشاط المشعوذة لادا لأكثر من عشر سنوات في قراءة الطالع، وجمع الأحبة، والعلاجات الروحية، منح فيروس كورونا فرصة نادرة للعرافة لتوسيع دائرة أعمالها مع زيادة الخوف من الفيروس الذي أودى بحياة نحو 220 ألف روسي حتى يوم الأربعاء الماضي حسب الإحصاءات الرسمية.
العرافة لادا المقيمة في مدينة أوفا عاصمة جمهورية بوشكرتستان ذات الحكم الذاتي، شرحت في التقرير التلفزيوني طريقة الحماية من كورونا والتخلص منه إلى الأبد، وأجرت تطبيقاً عملياً للعلاج على مراسل “رين تي في”.
وتعتمد الطريقة على تنظيف وتحسين نظام الطاقة المحيط بالإنسان، باستخدام طلقات من القريص تطلق من مسدس على جسم المريض أو الراغب بالوقاية من كورونا، وبعدها يتم تعريضهم للهب.
ويبدأ العلاج بشحنة نفسية من “الساحرة لادا” بتمتمات في أسطوانة المسدس، وبعدها تطلب من المريض تكرار عبارات لرفع روحه المعنوية، وبعدها تبدأ بإطلاق رصاص القريص على الأجزاء الضعيفة في جسم المريض، بعد تغطيتها بالمناشف، ومن أجل ضمان نجاعة العلاج، وتنظيف الطاقة المحيطة بالزبون، تكمل لادا “علاجها” بحرق الجسم المغطى بمنشفة كبيرة باللهب.

وتؤكد لادا أنها طبقت العلاج المبتكر لكورونا بنجاح على نحو ألف مريض، يضافون إلى آلاف الزبائن الذين عولجوا من أمراض أخرى بالتمائم والأحجار السحرية والشموع، وأوراق الحظ في صالون العيادة. وفي تقرير “رين تي في” امتدحت إحدى المريضات طريقة علاج لادا، وقالت إنها تستفيض في الشرح حول المرض وما يتسبب به على عكس الأطباء الذين لا يجيدون فن الشرح.
وفي المقابل، اشتكت زبونة أخرى من أن المشعوذة استغلت خوفها الشديد من كورونا من أجل الحصول على أموال إضافية.
وأثار التقرير موجة سخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ما يتعلق بادعاء العرافة لادا أنها درست فيروس كورونا على مستوى الطاقة وتعرف كيف تتعامل معه، وزعمها أن “كوفيد 19 يعيق نظام الطاقة البشرية”، وأن علاجها يزيل جميع أسباب العدوى بالفيروس بعد “تنظيف نظام الطاقة البشرية”، باستخدام مسدس ماكاروف واللهب.
وتؤكد لادا أن “القريص له خصائص علاجية وطاقة بنفسجية” وخاصة بعد شحنه بطاقة إيجابية عبر تمتماتها قبل طلقات القريص التي تجبر فيروس كورونا على الخروج من الجسم من تلقاء ذاتها. وسخرت محطات أخرى من طرق العلاج، واستضافت خبراء وأطباء لتفنيد ادّعاءات لادا.
وتسجل معدلات العدوى بفيروس كورونا في روسيا أرقاماً قياسية في الأسابيع الأخيرة مع تعرضها لموجة رابعة، ويزداد عدد الوفيات بشكل كبير ويبلغ ألف حالة وفاة يومياً منذ نحو أسبوع. ورغم الحملات الإعلامية الواسعة ودعوات المسؤولين الروس وفي مقدمهم الرئيس فلاديمير بوتين إلى أخذ اللقاحات إلا أن نسبة من تلقوا جرعتي اللقاح لا تتجاوز عدد ثلث السكان.