محمد الفكي سليمان: البرهان يريد حكومة تحت سيطرته دون انقلاب عسكري
وكالات اثيرنيوز
اتهم عضو مجلس السيادة السوداني والناطق الرسمي باسمه محمد الفكي سليمان، المكوّن العسكري في المجلس بأنه “يريد الاستيلاء على السلطة، في ظل صعوبة القيام بانقلاب عسكري” نتيجة الظروف الحالية التي تعيشها البلاد.
واعتبر سليمان وهو ممثل المكوّن المدني في المجلس، خلال مقابلة عبر الهاتف مع موقع “أكسيوس” الأميركي، أن رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان تدفعه “دوافع خفية”، دون أن يوضح سليمان المزيد بشأن تلك “الدوافع”.
وأضاف “البرهان لا يريد القيام بانقلاب عسكري الآن، لأن الأمر سيكون صعباً للغاية في ظل البيئة الحالية. إلا أنه يريد إنتاج واقع سياسي جديد من خلال تشكيل حكومة مدنية يستطيع السيطرة عليها”.
واعتبر ممثل المكون المدني بالمجلس السيادي السوداني، أن البرهان “يخطط لتنصيب حلفاء داخل الحكومة المدنية تحت ستار توسيع التمثيل السياسي، ويعتقد أن الوقت قد حان ليضرب الآن بسبب إرهاق الشعب السوداني ولا مبالته بسبب الوضع الاقتصادي الصعب والتناحر السياسي”.
كما اتهم الفكي سليمان رئيس مجلس السيادة والجيش بإحباط إصلاحات مؤسسات الدولة، بما في ذلك الخدمة المدنية والقضاء وقطاع الأمن، وهي إصلاحات وصفها المسؤول المدني في المجلس بأنها ضرورية لتفكيك “الدولة القديمة” والانتقال إلى الديمقراطية.
وضرب مثالاً على مآخذه نتجاه المكون العسكري، بالقول إن “الجيش عقد عدة اجتماعات لبحث المرشحين لشغل منصب رئيس القضاة، لكنه لم يتخذ أي قرار”، موضحاً أن المنصب شاغر منذ شهر مايو.
وأعرب سليمان عن “ثقته بنسبة 100%، في أن رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك لن يسعى إلى أي صفقات سرية مع الجيش”، وشدد على أن “الشعب السوداني سيقاوم بأغلبية ساحقة أي محاولات للانقلاب العسكري، مهما كانت مآخذه على حكومة حمدوك”.
وأكد الفكي سليمان، أن الإعلان الدستوري الذي أنشأ السلطة الانتقالية في السودان، “لا يمكن تعديله إلا بموافقة كل من قوى الحرية والتغيير والجيش”، لافتاً إلى أن الأمر متروك لقوى إعلان الحرية والتغيير وحمدوك، وليس الجيش، لتحديد تركيبة الحكومة.
مصير البشير
وفيما يتعلق بالمسألة الشائكة المتمثلة في تسليم الرئيس السابق عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، قال محمد الفكي سليمان، وفقاً لـ”إكسيوس”، إن الجناح العسكري متردد في المضي قدماً بتسليم البشير على أساس أن لديه أسرار دولة حساسة تشكل خطراً على أمن المواطنين.
وأوضح سليمان أنه لا يرى أي عوائق أمام موافقة المجلس السيادي الانتقالي على قرار مجلس الوزراء بالتصديق على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
التطبيع مع إسرائيل
وبشأن ما تردد عن خلاف بين الجناحين العسكري والمدني للحكومة حول قرار تطبيع العلاقات مع إسرائيل، نفى سليمان كل ما يُشاع عن ذلك.
واتفق السودان وإسرائيل في أكتوبر الماضي على تطبيع العلاقات، وتسعى إدارة بايدن إلى إقامة حفل توقيع في واشنطن في الأسابيع المقبلة لوضع اللمسات الأخيرة رسمياً، بحسب ما ذكر الموقع الأميركي.
وقال سليمان إن المعارضين للتطبيع داخل الحكومة أقلية، مشدداً على أن “العملية ستستمر”، وأنه لا مشكلة لديه بالتواصل مع المسؤولين الإسرائيليين وفقاً لسياسات الحكومة.
وأشار أيضاً إلى أن أعضاء الحكومة المدنيين كانوا غاضبين من لقاء البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، لأنه تم التخطيط للقاء في سرية دون إشراكهم، وليس لأنهم يعارضون العلاقات مع إسرائيل.
وكان سليمان واحداً من 5 مدنيين رشحتهم قوى إعلان الحرية والتغيير للعمل في مجلس السيادة الذي بدوره اختار عبد الله حمدوك رئيساً للوزراء.
ويواجه السودان أزمة سياسية بعد عامين من سقوط البشير. وخرج الآلاف إلى الشوارع هذا الأسبوع لحث الجيش على تولي السلطة، بينما من المقرر تنظيم مظاهرات مناهضة للجيش، الخميس.
وتأتي الاحتجاجات بعد 3 أسابيع فقط من انقلاب فاشل ألقت الحكومة باللوم فيه على الموالين للبشير.
رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أكد بدوره حرص القوات المسلحة والمكون المدني على إنجاح الفترة الانتقالية وصولاً إلى حكومة مدنية منتخبة تلبي تطلعات الشعب السوداني.
وشدد البرهان خلال استقباله، الأربعاء، وزيرة الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية البريطانية فيكي فورد، على الالتزام بالوثيقة الدستورية والحفاظ على الشراكة بين المكونين العسكري والمدني، وأطلعها على تطورات الأوضاع السياسية في البلاد، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية (سونا).