علاء الدين محمد ابكر يكتب … بلد المليون حسود وعنصري وشرير
علاء الدين محمد ابكر يكتب✍️ بلد المليون حسود وعنصري وشرير
_____________
تتفاخر الدول والشعوب باللقاب التي تحض علي الشجاعة والفهم والحكمة فنجد الشعب الجزائري يشتهر ببلد المليون في سبيل نيل الحرية والانعتاق من الاحتلال الفرنسي فقد قدم الشعب الجزائري ملاحم بطولية ودروس في التضحية والفداء في مواجهة دولة كبري مثل فرنسا التي رفضت حتي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية منح الجزائر حقها في الاستقلال الا بعد حرب ضروس كانت الكلمة الفصل فيها لشعب الجزائر عندما صوت في استفتاء شعبي لصالح الاستقلال
وكذلك نجد دولة موريتانيا تشتهر بلقب بلد المليون شاعر فالصحراء هناك كانت عامل مساعد للانسان الموريتاني في ابراز مايمتلك من موهبة الشعر مع اتساع الصحراء وعدم وجود مايعكر صفو ذهن الشاعر من صخب المدينة وعوادم السيارات فان الشعر في بلاد شنقيط ينساب كالشلال لمن يريد من يرسم لوحة من الكلمات
والعراق هو الاخر اشتهر بلقب بلد المليون نخلة فارض الرافدين التي تقع بين نهري دجلة والفرات تستحق ان تعمر بالاشجار والحدائق والبساتين ومن منا لم يسمع بحدائق بابل المعلقة والتي تعتبر من ضمن عجائب الدنيا
ونحن في السودان نستحق ان نحمل لقب بلد المليون حسود وعنصري وشرير عن جدارة فالبرغم من امتلاك بلادنا لكل مقومات الدولة العظمي الا انها تعيش في فقر وعدم تقدم في جميع المجالات وذلك يرجع الي عدم صفاء نفوس السودانيين، الذين تسود بينهم الحسد والكراهية وعدم محبتهم لبعضهم البعض وتقديم القبلية علي القومية وقد كان النظام البائد راعي اساسي لتفشي هذه الظاهرة والتي جعلت السودان عقب سقوطهم يتنفس المزيد من العصبية وعدم قبول الآخر ظهر ذلك في صراع السياسين في مابينهم حول السلطة وتجاهلهم تعمير البلاد
وتدمير مشاريع كانت عماد اقتصاد البلاد وتشريد العاملين فيها
لقد كان المستعمر الانجليزي احرص من السودانيين في المحافظة علي حدود الوطن فقد تصدي لمحاولات فرنسا في العام 1898 عندما حاول المرشال الفرنسي ضم مناطق النيل الابيض الي املاك فرنسا ولكن تحت اصرار اللورد كيتشنر باشا انسحبت فرنسا من تلك المنطقة بعد ان كادت تقع حرب بين بريطانيا وفرنسا وكذلك تصدي الاستعمار الانجليزي لاطماع ايطاليا التي حاول جيشها اجتياح شرق السودان بعد احتلالها للحبشة سنة 1935 لتقوم بيرطانيا بقيادة قوة دفاع السودان بطردهم من شرق السودان ولكن بكل اسف بعد خروج الاستعمار ظهر من هم ليس حريصيين علي وحدة البلاد وذلك باحياء القبلية والجهوية. فكان جنوب السودان ضحية لتلك السياسة التي لم تتوقف حتي بعد انفصال الجنوب في العام 2011 ولم يتعظ من هم في السلطة فكان تجدد الحرب في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة والتي لم تتوقف بشكل نهائي حتي بعد سقوط نظام الاسلاميين الذين استغلوا الدين لاجل تمزيق شمل البلاد تحت زعم الجهاد والذي لم يكن له مبرر من جماعة تتدثر بغطاء من تحته تفوح العرقية والعنصرية
ان السودان بلد غني بالموارد الطبيعية التي تندر في دول العالم ويكفي اننا نتملك اكثر من مصدر للمياه و اراضي خصبة ومناخ متعدد وثروة حيوانية ومعادن وغيرها من نعم الله علينا ورغم ذلك نعيش الفقر والبطالة والجوع بسبب قصر نظر وحقد المسؤليين بالبلاد في مختلف الحكومات المتعاقبة بعد استقلال البلاد ان قلة تعداد افراد الشعب السوداني كانت كافية لجعل هذا الشعب يعيش في سعادة ورفاهية لو وجد قلوب رحيمة لاتعرف الحقد والانانية والانتهازيين
كان الشعب يتطلع عقب سقوط نظام المخلوع الي اقامة العدالة الاجتماعية وذلك باعادة توزيع عادل للثروة بين السودان وذلك عقب قيام لجنة ازالة التمكين باسترداد اموال وعقارات وارضي واسهم وغيرها من اصول من ازلام النظام البائد وكانت المفاجاة في قيام الحكومة برفع الدعم من شعب فقير كان يحتاج الي المزيد من الدعم بدلا عن تحميله اشياء فوق طاقته فقد تضرر المواطنين الفقراء من تلك السياسة الاقتصادية الانتقامية
يظل السودان حاضن وراعي للجهوية فالعلاقات الشخصية والقبلية تلعب دور كبير في الحصول علي فرص عمل او تمويل مصرفي او حتي توكيل تجاري لذلك ينتشر الفقر في فئات اجتماعية معينة ينظر اليها بعض الانتهازيين علي انهم مجرد حفنة من الرعاع لذلك لاتتوفر لهم فرص العيش الكريم تحت ذريعة عدم نيلهم للتعليم وتلك كلمة حق اريد بها باطل فنجد ان هناك مهن لا يستحق الحصول عليها نيل مؤهل جامعي ولكنها تكون حكر علي الفاشلين من ابناء الانتهازيين لحين ان يستوي عودهم ترتيب للدفع بهم في المستقبلر وظائف علي مستوي اعلي لذلك لا ينبغي ان يتسغرب العالم لعدم توقف حركات التمرد في السودان وذلك نتيجة الي الاحساس بالظلم والصراع الذي ربما لن يكون في الهامش هذه المرة كما كان فربما بات العنف قريب من الذين كانوا بالامس سبب في ماحدث لهولاء المهمشين تعاسة وتجويع
ان مشكلة السودان معقدة بين بشر حاول الاستعمار الانجليزي جعلهم شعب واحد ولكنهم يصرون علي التشرزم والتفكك والانقسام
المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
Alaam9770@gmail.com