سلام يا .. وطن … حيدر احمد خيرالله … أزمة الحكم المدني أم المستبد المستنير؟!
سلام يا .. وطن
حيدر احمد خيرالله
أزمة الحكم المدني أم المستبد المستنير؟!
*ماكنا نرجو أن نعيش حتى نرى أننا قد ساهمنا بشكل فاعل في أزمة الحكم التي يدفع فواتيرها الباهظة هذا الشعب العملاق ، ومايؤسف له حقاً أن النخب السودانية شديدة الإنشغال بصراعات الكراسي ولايشغلها أن قطعة الخبز التي لايصل وزنها أربعين جراماً قد وصل سعرها ثلاثون جنيهاً ومازلنا نرى حفلة الموت بالتخمة والجموع الصامتة التي يقتلها الجوع ، والأزمة السياسية تبلغ أبعد مدى عندما يصرح رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق /عبدالفتاح البرهان عندما يطلق العبارة بشكل مطلق أن لا حل للوضع الراهن إلا بحل الحكومة الحالية ، ونحن نزيد على ذلك إنه لابد من العودة الى نصوص الوثيقة الدستورية في مسوداتها الأولى عندما كانت تقول أنه يمنع تبوء أي منصب سياسي أو تنفيذي لأي حامل جنسية مزدوجة مالم يتخلى عن جنسيته الجديدة ، ذلك لأنه قد ثبت عملياً أن أكبر آفات هذا الوطن يكمن في إضمحلال مفهوم السيادة الوطنية ، وبالأمس نشرنا ماقاله الأستاذ / ابراهيم الشيخ وإقراره بل وتعهده بتسليم الإثنين مليون دولار التي التزمت بها دويلة الإمارات لدعم حراك إحتجاجي ضد أطراف بالحكومة الإنتقالية ، ومن هنا نقول للفريق البرهان أن لاحل إلابحل الحكومة الحالية ليس كافياً بل نحتاج لمحاسبة كل الذين يقومون بجباية هذه الدولارات الإقليمية ويعملون بها كلما يهدد أمن وسلامة الوطن السوداني.
*ونزيد بأن ذلك الذي يعترف بأنه ذهب الى السفارة الأمريكية باحثاً عن حماية قداسته من الإغتيال وأنه تلقى تهديداً بالتصفية ، ونسأل ياسر عرمان المستشار السياسي لرئيس الوزراء مالذي يجبرك على البقاء في حكومة لاتستطيع أن توفر لك الحماية الشخصية من الإغتيال؟وكيف تحترم حكومة لاتحاكمك على إرتياد السفارات الأجنبية وطلب الحماية منها؟! وكيف يأمن رئيس الوزراء مستشاره السياسي الذي يعيش تحت كنف السفارة الأمريكية وحمايتها ؟! ونسأل الفريق البرهان : هل حل الحكومة الحالية كافياً ؟ أم أننا محتاجين لمزيد من المحاسبة والمراقبة لكل أنماط السلوك السياسي الذي يمتاز بالشذوذ؟!العبارة الأصح سيادة الفريق أنه لاحل للوضع الراهن إلا بحل الحكومة الحالية ، ومحاسبتها وتسليمها كلما أنجزته وتوضيح أوجه الإخفاق التي حدثت لها ، فإن شعبنا اليوم يريد الوضوح والشفافية وقد قالها بالصوت العالي إن زمن الدسدسة والغتغيت إنتهى ، وانتهى معه زمن العمالة والإرتزاق وسوق النخاسة الأممي الذي يباع فيه الوطن وبأبخس الأثمان .
*وحدد رئيس مجلس السيادة أنه لابد من توسيع قاعدة الأحزاب السياسية في الحكومة الإنتقالية ، وضرورة الإسراع في تكوين المحكمة الدستورية وتعيين رئيس قضاء مستقل وتشكيل المجلس التشريعي فإن تم هذا فإننا نكون قد (عبرنا بحق) حتى لو تم هذا العبور على منطق المستبد المستنير فإنها لخطوة جد كبيرة وقطعا ستسوقنا لتلك النقطة في آخر النفق المظلم .. وسلام ياااااااوطن.
سلام يا
الساسة والسياسة فعندما يعجز الساسة خلال ستون عاماً عن الخروج بشعبنا من عنق الزجاجة الرهيب ، بل إن جحافل الفقر كل يوم في إزدياد مضطرد ، فإننا ننعى أنفسنا ونأسى على وطن أصبح آيلاً للسقوط ، وإن سقط – لاقدر الله – فإنه سيسقط على رؤوسنا جميعاً ، فحذارى من السقوط .. وسلام يا.