استضافته أبو ظبي.. في أرفع تواصل بين مسؤولين..محادثات سودانية اسرائيلية
وكالات اثيرنيوز
قال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيساوي فريج، الأربعاء، إنه اتفق مع وزير العدل السوداني نصر الدين عبد الباري “على الدفع بالمشاريع المشتركة في التعليم والثقافة”، وذلك خلال اجتماع نادر بين مسؤولين من البلدين، استضافته أبو ظبي.
وغرَّد الوزير الإسرائيلي عن اللقاء عبر حسابه في تويتر، ناشراً صورة تجمعه بعبد الباري وهما يتصافحان، في أرفع تواصل بين مسؤولين من الجانبين منذ إعلان السودان الموافقة على تطبيع علاقاته مع إسرائيل في أكتوبر من العام الماضي.
ووفقاً لمكتب عيساوي فريج، فقد أكد عبد الباري خلال الاجتماع، أن على السودان وإسرائيل أن يعملا سوياً في مشاريع تعليمية وثقافية، لتعزيز الروابط بين البلدين، مقترحاً في هذا الصدد تأسيس برنامج للتبادل.
وقال عبد الباري، بحسب ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”: “أنا أؤمن بقوة التعليم والروابط الثقافية، لذلك أعتقد أنه يجب علينا التواصل على المستوى الثقافي والتعليمي قبل الترويج للمشاريع الاقتصادية”.
وأضاف عبد الباري أن “اتفاقات أبراهام” التي تم التوصل إليها العام الماضي كانت “خطوة صحيحة وضرورية نحو السلام الإقليمي. في البداية، تقبل مجموعة صغيرة التغيير، ثم تنضم إليها بعد ذلك مجموعات أخرى”، بحسب مكتب فريج.
أهمية تطبيع العلاقات
كما عقد وزير العدل السوداني اجتماعاً آخراً منفصلاً مع نائب وزير الخارجية الإسرائيلي عيدان رول.
وقال عيدان رول إنه التقى مع وزير العدل السوداني، واتفقا على “التعاون بين البلدين في المستقبل”، وناقشا “أهمية تطبيع العلاقات” بينهما، ضمن “اتفاقات أبراهام”.
وأضاف رول عبر حسابه على تويتر: “هدفنا هو التعاون في التدريب التكنولوجي، من أجل مساعدة
الشباب… على التكيف مع التغيرات في سوق العمل، ومنحهم المزيد من القدرات”.
واتخذت السودان خطوات العام الماضي لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وكان وزير العدل عبدالباري في صدارة العديد من الإعلانات السودانية في هذا الصدد، بحسب ما ذكرته وكالة “بلومبرغ”.
وكانت مصادر دبلوماسية سودانية كشفت لـ”الشرق”، الأسبوع الماضي، أن وفداً سودانياً عسكرياً وأمنياً وصل إلى إسرائيل في زيارة سرية، من دون الإفصاح عن أسباب الزيارة.
وأوضحت المصادر أن الوفد ترأسه قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو “حميدتي”، وضم الفريق أول ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ إدريس سليمان مدير منظومة الصناعات الدفاعية.
وقال مصدر سوداني رفيع لـ”الشرق”، إن وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي احتجت رسمياً لدى رئيس المجلس السيادي الانتقالي عبد الفتاح البرهان على هذه الزيارة السرية إلى إسرائيل، وذلك بسبب عدم علمها بها.
“تطبيع جدلي”
وأقدمت السودان على إعلان البدء في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد فترة وجيزة من إشارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إلى أن الولايات المتحدة تعتزم إلغاء تصنيف السودان على أنه دولة راعية للإرهاب، والذي استمرَّ لنحو 27 عاماً.
وأشارت “بلومبرغ” إلى أنه لطالما كان التطبيع محلَّ جدل ومصدراً للتوترات بين الجناح العسكري في الإدارة الانتقالية، وبين المكون المدني الذي يرى أن المسألة من الأفضل تأجيل التعامل معها إلى حين تشكيل برلمان، أو انتخاب حكومة ديمقراطية.
ولم يتم الإعلان إلا عن تفاصيل محدودة في السودان، بحسب “بلومبرغ”، حول أي تواصل أو زيارات رسمية بين الجانبين خلال الأشهر الأخيرة.