سلام يا.. وطن … حيدر احمد خيرالله … لم ولن نراهم إنهم خفافيش!!
سلام يا.. وطن
حيدر احمد خيرالله
لم ولن نراهم إنهم خفافيش!!
(تضئ هذه الزاوية بقلم الدكتورة ليندا زين العابدين، وينساب فكرها ويرسم لوحة تصور الواقع المأزوم، وهي التي تلهث بجدية خلف البحث عن مخرج يداوي جرح الوطن.. آنستني الفكرة والصورة والكلمة.. يقيني انها ستؤنسكم، شكرا د. ليندا التي أنارت لنا الدروب).
*الحقائق دائما مؤلمة ، ولكن الأكثر ايلاما تجاهلها او تغليفها باكاذيب تضفى عليها لوناً براقاً او لتصبح واقعا مقبولا او وجهاً حسناً يتباهى به ، لتعمى العيون عن الحقيقة، عامان من عمر الثورة والحقائق مغلفة بالكلمات البراقة والوعود المجدولة من احلامنا، عامان ونحن نغرق فى جراحنا ولا جديد ، حملنا احلامنا وصرنا نطوف من موكب لموكب ومن محكمة شهيد لأخرى ، والسادة فى عليائهم ينظرون فلا يروننا ، تورمت اقدامنا من اللهاث خلف الاسوار بالمذكرات والمطالب التى يغمضون عيونهم عنها ، احمرت عيوننا من السهر فى المخابز، والنائمون نائمون ، ثورة كل حلمها حرية سلام وعدالة ، اين كنا واين صرنا؟
الحقيقة اننا وحدنا من نحمل احلامنا لا غيرنا ، لن نستمر بذات القوة ان لم نمسح كل هذا الضباب ونواجه انفسنا بواقعنا بلا زيف ، عامان كافيان لنرى جيدا اين يقف كل واحد منا ، لنعى تماما الفرق بين الشهيد وبين المتسلقين عبر دماء الشهداء ، بين من يعيشون نضالهم لاجل كرسي وبين من يناضلون لاجل الوطن!!
بين من قضى حياته يحارب الكيزان ليتسع له الطريق نحو القمة ،وبين من دفع حياته ثمناً ليتنسم الوطن الحياة ،
بين من يحسبوننا قطيعا يسير بكلمات عاطفية يلفون بها جراحنا ويطبطبون بها على احلامنا ليبقى لهم مكانا يطلون فيه من عليائهم علينا ،وبين ثوار يعون المسؤولية التى يجب عليهم تحملها ليبنى الوطن ، بين وبين هذا وذاك ما بين السماء والارض ، ما بين الليل والنهار ،
اسئلة كثيرة لا تحتاج الى اجابة بقدر ما تحتاج الى مواقف تتسم بالعزم والحزم والفهم،
هل نحن بهذه السذاجة لننتظر ممن لم نراهم فى دار شهيد او محكمة؟! بل لم نراهم يصلون عليهم يوم دفنهم ، ولم نراهم يزاحموننا الخطى لعزاء اهلهم او حتى زيارتهم يوم عيد لمواساة ومسح دموع الامهات!! لم نراهم يقفون معنا يطالبون بمن فض الإعتصام؟ ولم نسمع بهم يقفون موقفا حاسما من نتائج لجنة التحقيق.، لم نسمع ولم نرى ،
والحق يقال رأيناهم يهتفون ضد العسكر والكيزان ، ضد الفساد وضد الطغمة البائدة ، سمعناهم يرددون ما نحن نردد ،ولكن متى؟ حين اصابتهم النار بشرارتها وانقلب عليهم من صافحوهم بالأمس ، حين اهتزت الكراسي وبدأ فى الافق ملامح غدر آت !! حينها جاؤونا فاتحى زراعيهم يهتفون ، تذكرو الشهيد والفقيد والجريح ، ومن مهازل الدنيا ان جرحى الثورة ومصابيها يسيرون المواكب ويعلنون اعتصامهم بحثا عمن يحتويهم لعلاجهم وهم من اريقت دماؤهم ليقف من يتحدثون الآن وهم يرفلون فى الماركات الفرنسية، اليسوا احق بكل جنيه يسترد من اموال العهد البائد ؟؟؟ اليسوا ،َ اولسنا نحن من قلنا الكلمة فى الثلاثين من يونيو ومددنا ايدينا نريكم قوتنا لتقفوا موقف القوى وتلقموا الفساد حجرا وتفتحوا الابواب ليتسع الطريق لمدنية خالصة ، اولسنا نحن من قلنا ان العدالة فى قصاص فض الاعتصام هى الفاصل بين الرجوع والمضى قدما؟
اولسنا من وقفنا نطالب بتنفيذ الاحكام وقيام المجلس التشريعي؟ اولسنا؟ نحن كما نحن ولكنكم صممتم اذنيكم واستمعتم لهدير العربات الفارهة وظننتم انكم بلغتم ما تريدون!! واستقبلتم العدو والحبيب فاتحى زراعيكم ، وصارت العدالة شعاراً تتلونه بحياء فى خطاباتكم لا غير ، اما السلام فلا زال يتململ حبيس الادراج في اتفاقية حبرها جف وتنفيذها ينتظر وينتظر ، اما الحرية فهي مرهونة بمفردة الى أي حزب ننتمى؟ ولمن ندين باللواء؟
لعمرنا ان الكيزان ينظرون فيعجبون كيف لم تكن هذه ضمن خططهم الشيطانية؟ انها الحقيقة مهما غلفت فسياتى عليها وقت تقع عنها الأقنعة وتتساقط الوجوه والأسماء وتختفى الاكاذيب ، ونصحو كما قال الشهيد كشة بنظام اكثر طاغوتا وفاشية!!
ولكننا نقولها لان الكلمة الاولى والاخيرة لنا كما كانت منذ خلق الله الارض، وقد وعينا الدرس وتعلمنا ان نقف رغم جراحنا وكل متسلق سيسقط كما سقط من قبله ، ومن ناضل لاجل نفسه فلينظر اين امضى نضاله ولنا فى شهدائنا مشعلاً يسير ونوراً كالفجر لا يترك لليل منفذاً، والصبح آت إن الصبح قريب..
وللحديث بقية ،،،
ليندا زين