الناظر” ترك” : الاغلاق في شرق السودان هو بديل عن حمل السلاح..وهو ليس لتجويع الشعب السوداني انما المقصود به الحكومة
الخرطوم رصد اثير نيوز
أكد رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا محمد الأمين ترك في مقابلة مع “الشرق”، أن أزمة شرق السودان “شأن داخلي” لا يجب أن تتدخل فيه الدول الأجنبية، مشيراً إلى “استمرار الاعتصامات” وإغلاق الطرق والموانئ حتى تتم الاستجابة لمطالب الإقليم وحل مشكلاته.
وقال ترك خلال مداخلة مع برنامج “دائرة الشرق”، إن الإغلاق في شرق السودان هو “بديل عن حمل السلاح”، وإنه جاء “تقديراً للشعب السوداني وحدث عدة مرات”، لافتاً إلى أن الحكومة السودانية استخفت بمطالبهم ولم تستجب لها.
وأضاف: “ولذلك هذه المرة حدث الإغلاق بصورة جيدة ولكنه لم يشمل حافلات وعربات الركاب والسلع الضرورية والأعمال الإنسانية”، موضحاً أن الإغلاق “ليس لتجويع الشعب السوداني، وقصدنا منه وقف إيرادات الحكومة عبر ميناء بورتسودان”.
وأعرب محمد الأمين ترك، عن رفض “مسار شرق السودان”، “لأنه لا يمثل كل المكونات المجتمعية والسياسية”، معتبراً أنه تم على عجل في جوبا.
ووصف رئيس مجلس “البجا”، الحكومة السودانية الحالية بأنها “حزبية، ولا تلتزم بالصيغة الدستورية”، مضيفاً: “تعاطي الحكومة المدنية مع شرق السودان يدفع شعب شرق السودان إلى المطالبة تقرير المصير”.
ولم يستبعد ترك، اللجوء إلى تقرير المصير، إن لم تصحح الحكومة تعاطيها، بحسب وصفه، مضيفاً، “الحكومة تتعامل مع شرق السودان، باستعلاء، كما حدث مع جنوب السودان”.
ورداً على سؤال بشأن مناشدات القوى الدولية لوقف الإغلاق ووصف بعضها بأنه “حصار” يضر بشعب السودان واقتصاد البلاد، مشدداً على أن أزمة شرق السودان “شأن داخلي” من المفترض أن تعالجه الحكومة القائمة، لا يجب أن تتدخل فيه الدول الأجنبية.
واعتبر رئيس المجلس الأعلى لنظارات “البجا”، أن الحكومة السودانية “فشلت لأنها لم توفر الأمن والخدمات”، وهذا يشمل كل الجوانب الأمنية والمجتمعية والاقتصادية.
وأشار إلى أن تصريحات رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بشأن حلّ الحكومة باعتباره الحل للوضع الراهن في البلاد “تعبر عن الواقع”، مؤكدا أن “المطلوب حل الحكومة الحالية لمصلحة السودان”.
ولفت رئيس المجلس الأعلى لنظارات “البجا”، إلى أن الحكومة طالبت الجيش سابقاً “بحسم” ملف شرق السودان عسكرياً، و”استهداف المواطنين العزل الذي يطالبون بحقوقهم بالطرق السلمية”.
ورداً على سؤاله بشأن حقيقة ما تردد بشأن خططه “السفر إلى تركيا” على خلفية استعدادها لتوسيع استثماراتها في الشرق، أجاب: “أنا شخصياً ليس لدي أي استعداد للسفر إلى أي دولة في هذه الظروف”.
واختتم حديثه بمناشدة الدول الإقليمية والقوى الغربية ودول الترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج) المساعدة في تحقيق “سلام عادل يحفظ حقوق سكان منطقة شرق السودان، ويضمن استقرار السودان”.
وتتواصل الاحتجاجات في مدينة بورتسودان شرقي البلاد، السبت، وذلك في إطار حملة التصعيد والضغط التي يقودها المجلس الأعلى لنظارات “البجا” ضد الحكومة الانتقالية.
ورصدت “الشرق” احتجاجات في عدة موانئ سودانية من بينها الميناء الجنوبي والشمالي في بورتسودان، في حين تستمر حركة تصدير النفط بصورة طبيعية من مينائي بشائر (1) و(2) وذلك خارج نطاق المدينة.
ويضم شرق السودان ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف، وهي من أفقر مناطق البلاد، على الرغم من أنها تتميز بموقع استراتيجي، وتمر عبرها أبرز سلاسل الإمدادات.
وأكدت مصادر سودانية لـ”الشرق”، أن قيادات البجا تتمسك بإلغاء مسار شرق السودان في اتفاق جوبا للسلام والذي وقع العام الماضي، من أجل الانخراط في مفاوضات مع الحكومة الانتقالية.
ويحتج المجلس الأعلى لنظارات البجا على اتفاق جوبا للسلام الذي وقعته الحكومة الانتقالية مع الجبهة الثورية وبعض الحركات المسلحة الأخرى العام الماضي، في وقت يستمر الانقسام بين المكوّنات القبلية بشأن الاتفاق.
وجاء الاتفاق بـ5 مسارات تفاوضية، من ضمنها “مسار شرق السودان” الذي يحدد كيفية تقاسم السلطة والثروة في ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف.
وسبق أن لوّحت قيادات في احتجاجات شرق السودان بـ”العصيان المدني”، بعدما تم “تجاهل قضيتهم والتي وصفوها بـ”العادلة”