محمد الطيب عيسى يكتب .. أحزاب سياسية دون قواعد (قلتو المدنية كيف وكيف)
محمد الطيب عيسى يكتب :أحزاب سياسية دون قواعد (قلتو المدنية كيف وكيف)
من الملاحظ في الاونة الأخيرة َمعظم الأحزاب ضل عنها السبيل فأصبحت تترنح “تابع”
أن السودان يمر بمنعطفات غريبة الأطوار لم تشهدها البلاد من قبل ولكن كل هذه الإنحرافات التي نراها في الساحة السياسية تعد كالعادات الدخيلة على تاريخ بلادنا السياسي
أصبح الشعب يعاني من تلك الضربات القاسية والخطط الدفينة ممكن القول مفادها جلب الضنك والبؤوس والتهميش دون مراعاة حقوق شعبنا الأبي، أحزاب بلادي كانت مقموعة من قبل أروقة النظام السابق، لكن سرعان ما واكب الشعب السوداني العالم ونهج الطرق التي تؤدي بدورها إلى إرجاع الحقوق والتمتع بالحريات، اصطف مواطنو البلاد ووتوجه الرسالة في بريد الحكومة إلى أن تم إقتلاع النظام من جذوره.
واتضح لنا جلياً أن التيارات السياسية سعت جاهدة عقب ذلك التغيير قامت بإثبات وجودها في المحيط السياسي وحتماً تدخلت في الشأن الذي يمثل سيادة أمر البلاد، قامت بشحن عقول المواطنين بالأفكار السيئة بهذا عزم النشطاء إن يقومو بزعزعة أمن الدولة وخلق الفتن بين معظم مكونات البلاد دون َمخافة الله في ذلك وانتشر الفساد حدث فلا حرج
شهدت بلادنا تقلبات عديدة بشأن قيادة امر السودان بين رافض ومنحاز، الاحزاب السياسية التي تمثل الشق المدني منذ إعتماد الوثيقة الدستورية ظلت تتلاعب بحق الشعب المناضل بمعنى تخدم لذاتها فقط دون النظر الى متطلبات المواطنين الشرفاء علماً بأن الشعب هو من خاض المعركة بثورة ديسمبر العظيمة وثأر وهتف بوجه الطغاة الي ان اصبح النظام في مهبات الرياح، ولكن بعدما توافرت الطاقة للمجموعات السياسية بمعنى أصبح لها النفوذ العالي في تطبيق القرارات المزاجية التي لا تجلب سوا الضنك والسلب المستمر للحقوق، من الأرجح القول ان قحت وناصريها سرقو الثورة وجعلوها منفعة لهم، من أميز السياسات التي انتهجتها قحت تعرف تلك بالقوة الناعمة خواصها تمكين ذويهم واعطائهم مخصصات مما خولة لهم الصلاحيات في إستخدام السلطة بشكل مفرط وجعلهم يتدخلون في أمر القضاء والتعيين والإقالة دون حق يذكر بشأن ذلك.
المدنية التي تحدثت عنها الثورة المجيدة ليست بهذا القدر الذي نراه، بل ان الساسة في بلادنا لا يفقهون شيئاً عن السياسة وليست لهم علاقة بالقيادة بل انهم روجَو للمدنية وغزو الشعب بالأفكار السيئة التي لا تغني َلا تثمن من جوع
وجعلو من الثوار درع للوصول إلى مبتغاهم بالفعل توصلو الي ما ارادوه عندما كانت البداية تسلق السلم ردخو بشراكة المكون العسكري في إنتقالية البلاد وفقاً لما نصت عليه الوثيقة حالما تم تمكين الاحزاب عبر تكوين لجنة تفكيك نظام الثلاثون من يوليو، مكنتهم حقاً مما جعلتهم يهتفون بوجه من حماهم وحمى بلادهم من كتائب الحكم البائد
اصبحو يصرخون بانه ليس بالضروري َوجود المكون العسكري في طاولة الحكم وعقب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي كانت بقيادة اللواء معاش بكراوي اتهم عدد من قادة المجلس السيادي تمثيلية للمدنيين بأن العسكر لهم نواياهم الخفية في الاستيلاء على السلطة وغرد أحدهم للشعب بقوله (هبو لحماية بلادكم) واخرون بمعنى القول ولكن هيهات لم يغير ذلك من مجريات الحياة السياسية في البلاد