بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (71) … انفعالات رؤساء لجان….
بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (71)..
…انفعالات رؤساء لجان….
ذكرت سابقا ان النقاش وتداول الموضوعات المعروضة للنقاش في اللجان تتم بحرية مطلقة.. تخرج كل مابداخلك دون تحفظ ولكن علي الا تسيئ لاحد وتحفظ حدود ادب الحوار مع الآخرين..
كان منهجا لابد منه وان كان لم يمارسه الكثيرون لسنوات طويلة.. كان كل رؤساء اللجان في اعمار تتخطي الخمسين عاما.. خبروا الحياة ولهم تجاربهم الخاصة وباع طويل وخبرات متراكمة في فن التعامل مع الآخرين.. اكتسبوها خلال حياتهم العملية ومناصبهم التي كانوا فيها..
ايضا كان رؤساء اللجان يحملون مؤهلات أكاديمية عالية كلهم نالوا درجة الدكتوراة وكثير منهم يحمل درجة الاستاذية..
لذا كانت ادارتهم للجان تنساب بسهولة ويسر وقراراتهم في ادارتهم للجان تقابل باحترام وقبول ورضى.. لكن الانسان هو الإنسان.. قد يؤثر عليك حادث بسيط او كلمة تخرج عن حدود ادب الحوار تجعلك تخرج عن طورك احيانا.. ساذكر هنا حادثة او موقف تعرض له احد الأعضاء الشباب المشاركين في الحوار..
اخذ هذا العضو فرصته في الحديث بالاستئذان كالعادة وجلس ثم بعد فترة طلب فرصة اخري للحديث ولا غبار في ذلك اذ يمكنك ان تتحدث اكثر من مرة ولكن بالطريقة المتفق عليها علي الا يتم ذلك علي حساب مبدأ توزيع الفرص لأعضاء اللجنة..
تكلم الشاب للمرة الثانية ايضا وتركت الفرص تتاح للاعضاء الاخرين.. ولكن هذا العضو وقف وبدأ يتكلم للمرة الثالثة دون استئذان من رئيس اللجنة.. وذكر الفاظا غير مناسبة.. هنا زادت نسبة الادرينالين لرئيس اللجنة وأمره بالجلوس ولم يجلس..
فقام رئيس اللجنة من مكانه وصفع الشاب.. فجلس الشاب فورا وخيم الصمت علي الجميع… يبدو ان رئيس اللجنة كان يعرف والد ذلك الشاب وربما كان ذلك السبب في اخذ الشاب لتلك الصفعة.. اتصل رئيس اللجنة بوالد الشاب في نفس اللحظة والناس يسمعون في المكالمة..
ابنك فلان اساء الادب في اللجنة فقمت اليه وصفعته علي خده.. فماذا كان رد والده.. تخيلوا.. هذا ابنك ولو كنت انا مكانك لصفعته أيضا والان استدعيه ايضا امام اللجنة واصفعه مرة ثانية في الخد الاخر وقل له هذه ايضا صفعة من ابوك…
ادمعت اعين كثيرة لهذا الحديث فقام رئيس اللجنة الي ذلك الشاب ليس ليصفعه كما امر ابوه ولكن ليسلم له علي رأسه… فقام الشاب ايضا والدموع تملا عينيه وسلم علي رأس رئيس اللجنة..
اي شعب هذا واي أخلاق هذه واي تربية هذه.. تذكرت ايام الطفولة والشارع كان محروسا بالكبار.. فاذا اخطأت تجد اكثر من شخص يصفعك ولا يسأل حتي من انت.. وانت تتقبل تلك الصفعة ولا تسأل حتي عن من صفعك..
تلك كانت الاوضاع التربية الممتدة.. تتم تربيتك في المنزل من ابويك وتتم تربيتك في الشارع.. فاي احد في الشارع هو ابوك وتتم تربيتك في المدرسة فالاستاذ تترك له الطريق اذا رأيته فيه احتراما.. هكذا كنا.. واترك المقارنة ماذا اذا حدث مثل ذلك في مثل هذا اليوم…
بروف هاشم على سالم