تنزاني من أصل عربي.. مَن عبد الرزاق غورنه الحائز على نوبل للآداب؟
حصل الكاتب التنزاني عبد الرزاق غورنه على جائزة نوبل للآداب تكريماً على أعماله التي تستكشف موروثات الاستعمار على الأفراد المقتلَعين من مواطنهم. فمن هذا الكاتب صاحب الأصول العربية؟
أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم الخميس، فوز الروائي التنزاني عبد الرزاق غورنه (قرنح)، بجائزة نوبل للآداب لعام 2021، وقالت إنه استحق الجائزة “لسرده تأثيرات الاستعمار ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات، بشكل متعاطف يخلو من أي مساومة”.
ووصف الكاتب فوزه بالجائزة بأنه “أمر رائع حقاً”، وقال إن منحه جائزة نالها عدد هائل من الكتَّاب البارعين “شرف كبير” له، وأضاف: “أنا ممتنّ جدّاً للأكاديمية السويدية لترشيحي وترشيح عملي”.
وتابع: “كانت مفاجأة تامة، حتى إنه كان عليّ انتظار سماع الإعلان قبل أن أتمكن من تصديقه”.
وتشمل الجائزة المرموقة ميدالية ذهبية، وجائزة مالية قدرها 10 ملايين كرونة سويدية (أكثر من 1.14 مليون دولار)، بفضل وصية تركها مبتكر الجائزة المخترع السويدي ألفريد نوبل، الذي توُفّي عام 1895.
تنزاني من أصل عربي
وُلد غورنه عام 1948 في جزيرة زنجبار بتنزانيا، لعائلة ذات أصول حضرمية عربية، ووصل إلى المملكة المتحدة لاجئاً عندما كان شاباً في نهاية ستينيات القرن العشرين.
ويعيش الروائي في برايتون جنوب شرقيّ إنجلترا، وكان يدرّس الأدب في “جامعة كِنت” حتّى تقاعده منذ فترة قصيرة.
وغادر غورنه إفريقيا لاجئاً في الستينيات وسط اضطهاد المواطنين من أصول عربية في زنجبار حيث نشأ، وحيث أدى التحرر السلمي من الاحتلال البريطاني إلى ثورة.
ولم يتمكن الروائي من العودة إلى زنجبار إلا في عام 1984، ممَّا مكَّنه من رؤية والده قبل وفاته بوقت قصير.
قضايا اللاجئين
يكتب غورنه رواياته باللغة الإنجليزية، ونشر عشر روايات وعديداً من القصص القصيرة، فيما تبرز موضوعات آثار الاستعمار والهجرة على الهوية، ومحنة اللاجئين واضطرابهم، في معظم أعماله.
ونُشرت أشهر مؤلفاته، رواية “برادايس” (الجنة)، عام 1994، وتروي قصة صبيّ نشأ في تنزانيا في أوائل القرن العشرين. وفاز بجائزة “البوكر”، وهي من أهمّ الجوائز الأدبية المخصصة للأعمال الروائية، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
وبعد فوزه بنوبل، دعا غورنه الخميس أوروبا إلى اعتبار اللاجئين الوافدين إليها من إفريقيا بمثابة ثروة، وشدّد على أن هؤلاء “لا يأتون فارغي الأيدي”.
وقال غورنه في مقابلة مع “مؤسسة نوبل”، إن “كثيرين من هؤلاء (اللاجئين) يأتون بدافع الضرورة، ولأنهم بصراحة يملكون ما يقدّمونه”، داعياً إلى تغيير النظرة إلى “أشخاص موهوبين ومفعمين بالطاقة”.