بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (69) … تأخير موعد الطائرة ساعة ونصف…
بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (69)…
…تأخير موعد الطائرة ساعة ونصف…
بعد اخذ الصورة التذكارية مع سعادة الرئيس موسفيني.. تم الجلوس مرة اخري.. وكان موعد اقلاع طائرة الرجوع قد حان… ولكن الرئيس طلب قهوة مما يعني انه لا ينوي انهاء اللقاء وربما له مواضيع اخري خارج موضوع اللقاء يريد ان يثيرها.. وفعلا قد كان..
بدأ يتكلم بعمق تاريخي يحسد عليه عن مملكة كوش وحكامها هم الذين يحكمون افريقيا الان بعد ان هاجروا من مملكة كوش.. تحدث عن النقعة والمصورات ومعبد الاسد واهرامات البجراوية.. وامتداد مملكة نبتة التي كانت تشمل تشاد وليبيا واريتريا واثيوبيا..
وان اجداده هاجروا جنوبا لكن اصولهم تنتمي الي القبائل حول مدينة كبوشية َشندي وانهم ينتمون عرقيا الي تلك القبيلة.. قبيلة الجعليين.. وانه من نفس قبيلة البشير وتمني ان يزور تلك المناطق… بهذا الارث التاريخي الذي يملكه الرجل طلبت منه ان يقدم لنا محاضرة في قاعة الصداقة عن هذا التاريخ المنسي وسنجمع له فيها كل الكيانات السياسية والثقافية المتنوعة.. وافق الرجل علي الفور..
ومن قبلها طبعا اوصلت له رغبة رئيس الدولة بان يشرف الحفل الختامي للجمعية العمومية للحوار الوطني والتي سيتم فيها تسليم توصيات الحوار الوطني الي الدولة لتقوم بمهمتها التي التزم بها رئيسها بتنفيذ كل توصيات الحوار التي بلغت (994) تمت اجازتها بالاجماع من المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني.. وافق الرجل لحضور الحفل الختامي علي ان يرسل له دعوة رسمية كما وافق علي تقديم المحاضرة في قاعة الصداقة علي ان تاتي الدعوة من الامين العام للحوار الوطني.. طلبت من الرئيس الاذن بالحديث وذكرت له كم اود ان اجلس مع سيادته لكن موعد طائرتي ستقلع الان.. لم ينزعج كثيرا وطلب الباسبورت والتذكرة..
ونادي السكرتيرة اليوغندية وتكلم معها باللغة اليوغندية.. لا ادري ماذا قال لها.. ولكن ملامحه كانت تعبر ان امرا ما تم اتخاذه لانه استرسل في الحديث مرة اخري وبدا يتكلم عن الشباب واهمية توظيفهم في civil services…
لانها تستوعب اعدادا كبيرة من الشباب ومعظمها تكون مسؤولية القطاع الخاص وليس القطاع الحكومي.. مر وقت طويل وبعد فترة اتت امراة تحمل رتبة عسكرية يبدو انه تم استدعائها.. هنا وقف الرئيس وشكرني وودعني علي ان ارافق تلك المرأة.. خرجت معها وبالعربة الي المطار..
لم تتوقف تلك المراة في اي من البوابات ومباشرة الي الطائرة.. وجدت كابتن الطائرة ومساعدة يقفون خارجها ينتظرون رؤية ذلك الشخص الذي تسبب في تاخير اقلاع طائرتهم قرابة الساعتين.. لم استطع النظر الي المسافرين لاني تسببت في تاخيرهم وجلست في مقعدي انظر امامي فقط.. اقلعت الطائرة.. وفي ذهني أشياء كثيرة مشتتة تحتاج الي لملمة.. ومن بين هذه الأشياء كيف تحترم الشعوب هيبة الدولة وهيبة حكامها….
بروف هاشم على سالم