بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (68).. …لقاء الرئيس موسفيني…
بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (68)..
…لقاء الرئيس موسفيني…
بعد ان تركني الحرس عند الباب وتوقف وامرني بمواصلة السير.. قطعت مسافة طويلة وقربي منضدة طويلة يقف في نهايتها سيادة الرئيس موسفيني بقامته الطويلة يلبس قميصا ابيضا فضفاضا غير مشكوك داخل البنطلون.. يصافح بقوة وترحاب كأنه سوداني..
كان موجودا في المكتب سكرتيرة يوغندية واخري من اصل سوداني وتلبس الثوب السوداني.. اجلسني عن يمينه والسكرتيرة او المستشارة ذات الثوب السوداني عن يساره وامر السكرتيرة اليوغندية بان تجلس في الطرف الآخر من المنضدة..
بدات فورا في مهمتي في شرح الحوار وأسبابه ومنهجيته ولماذا في هذا الوقت ولماذا داخل السودان ولماذا حوارا سودانيا سودانيا فقط ومدي استجابة الاحزاب السياسية والحركات المسلحة للانضمام والمشاركة فيه من اجل جمع الصف الوطني وحل مشاكل الوطن وبسط السلام والاتفاق علي حلول جذرية لحسم قضايا الوطن الست التي اقعدته بان يكون وطنا يسع كل ابنائه بتنوع ثقافاتهم وعاداتهم وسحناتهم..
كان الرئيس يدون بعض النقاط في مذكرة صفراء اللون امامه..بينما السكرتيرة تدون كل شيئ.. كان مستمعا جيدا لا يقاطعك ابدا يستمع فقط ويدون ملاحظاته..
عندما انتهيت من شرحي سال ثلاثة اسالة.. عن الاصلاحات في الدولة التي اتت بها التوصيات وعن الاصلاحات في الاقتصاد والاصلاحات في القوانين.. اجبت عن اسألته.. بعدها وضع القلم واصبح يصفق بيديه.. لا ادري هل اعجابا بالحوار السوداني ام ان الامر صادف هوي في نفسه عبر عنه بهذه الصفقة..
لكن عرفت فيما بعد من صاحبة الثوب السوداني انه لاول مرة يصفق في حياته لحدث ما.. بدأ الرئيس ودودا وهو يتكلم عن الاصول الإفريقية والتي انحدر معظمها من مملكة كوش في نبتة.. وان أجداده هاجروا من هناك ودخلوا مجاهل افريقيا..
كان يعرف الكثير عن القبائل السودانية.. اردت ان انتهز هذه الفرصة من الأجواء الودية وطلبت منه اذا كان في الامكان ان يعطيني صفحة من الاوراق التي كان يكتب عليها بخط يده لكي احتفظ بها ذكري غالية عندي لهذا اللقاء.. بدا الرجل فعلا في نزع الورقة لكي يسلمها لي.. ولكن فجأة.. زأرت صاحبة الثوب السودان وكانها نمرة مفترسة اردت ان تأخذ احد أبنائها..
No, photo copy it..
اي لا تعطيه الاصل بل صوره له.. وحرمتني تلك النمرة من توثيق اللقاء بذكري اقتناء تلك الورقة بخط يده.. التزم الرئيس بملاحظة النمرة.. ثم بعد فترة طلبت ان آخذ صورة معه.. وجاء صوت الزئير مرة اخري ولكنه لم يلتفت له هذه المرة ودعا السكرتيرة الأخرى بان تبلغ المصور.. وفي سرعة غريبة اتي المصور وطلب منه اخذ صورة علي ان يطبع منها ثلاثة نسخ فقط.. واحدة له واخري لي والثالثة في فايل القصر.. وجلسنا مرة اخري ومواعيد طائرة رجوعي قد حان.. وتلك قصة اخري لخربشة اخري..
بروف هاشم على سالم