مجموعة الاربعة ومحاولة سرقة الثورة واقصاء القوى السياسية الفاعلة
الخرطوم اثيرنيوز
باتت أحزاب صغيرة من مكونات الحرية والتغيير، تفرض هيمنة على الواقع السياسي وتحاول بقوة سرقة الثورة وشعاراتها، وبل إقصاءٌ مكونات أساسية على حساب مجموعة الاربعة، وما يحدث الآن من تشظي وانهيار سببه التناحر على حافة الهاوية، والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو التمييز الذي جعل أحزاب بلاوزن على رأس القرار في مكون الحرية والتغيير، ومن ثم في صميم الحكومة الانتقالية بعد أن تسللت لها عناصر الأحزاب الضعيفة لتمكين كوادرها.
عندما كشف الفريق أول محمد حمدان دقلو في حديثه الاخير عن بعض الجهات التي ابلغته برغبتها في إطالة أمد الفترة الانتقالية لم يكن حديثا للتداول فقط، ولكن للانتباه لمكونات قحت التي تسعى لورثة الثورة وشعاراتها وإبقاء الثوار والقوى السياسية الأخرى في مقاعد المتفرجين، وما حدث في ظهر الخميس كشف عن إدعاءات قحت عندما هتف الشارع ضدهم ولم يجدوا تاييدا يعيدهم الي اكتاف الجماهير، والجماهير طالبت باستكمال مؤسسات الانتقال الديمقراطي للوصول للانتخابات، وهذا ما تعمل قحت على تعطيله، وفي ذات الوقت تعمل على إطالة الفترة الانتقالية، وتعمل على استمرار أزمة الشرق وهم يعلمون ان الأزمة مسارها سياسي في الاطار الأول، وخاصة ان وفد الحكومة بقيادة الوزير عمر يوسف والوزيرة مريم الصادق، بذل وعودا براقة لم تطا أرض الواقع طيلة الفترة الماضية، واليوم وبعد موكب ٣٠ سبتمبر بدأت تلك الأحزاب الصغيرة تعمل على استثمار الزخم لتمرير العديد من الأجندة والترويج على مساندة المجتمع الدولي لهم، ونعلم ان مطلوبات الاتحاد الدولي في الانتقال والتحول الديمقراطي عبر إنتخابات نزيهة وهذا ما تقاومه تلك الأحزاب وتضع المتاريس لاستكمال مؤسسات وأهمها مفوضية الإنتخابات والتعداد السكاني.
يتشكل ائتلاف الحرية والتغيير الحاكم من أكثر من 40 حزبا وحركة مسلحة ومنظمة مجتمع مدني، أبرزها حزب الأمة القومي، والتجمع الاتحادي، والمؤتمر السوداني، وحزب البعث العربي الاشتراكي، وحركات منضوية تحت الجبهة الثورية.
في المقابل، يتكتل منشقون من هذا الائتلاف (نحو 20 حزبا وحركة مسلحة) تحت مسمى اللجنة الفنية لقوى الحرية والتغيير، وعمد المنشقون إبان الأزمة الحالية لإصدار بيانات باسم “قوى إعلان الحرية والتغيير”.
وبعيدا عن الفريقين يقف الحزب الشيوعي السوداني الذي خرج من تحالف قوى التغيير وتبنى خيار إسقاط الحكومة بشقيها المدني والعسكري، والواقع اليوم يشير إلى أربعة أحزاب نفسها تعاني من انشقاقات داخلية تسعى للهيمنة على السلطة متخلية عن شعارات الثورة حرية سلام وعدالة الي مجموعة تعيد كل إشكالات الماضي بالتمكين المطلق