باحث مصري: السودان بيئة خصبة لتنامي تيارات السلفية الجهادية المسلحة والنظام السابق جعلها درعا لحماية مصالحه.
رصد- اثيرنيو
قال باحث مصري إن “السودان بيئة خصبة لتنامي تيارات السلفية الجهادية المسلحة، لا سيما أن النظام السياسي السابق كان مستقويا بها وجعلها درعا لحماية مصالحه في الداخل والخارج”.
وأضاف الباحث المصري في شؤون الجماعات الأصولية، عمرو فاروق، في تصريح خاص لـRT أن “تنظيم داعش له تواجد داخل السودان من خلال الخلايا الكامنة التي تستخدم الخروطوم كدولة ترانزيت لتنفيذ عملياتها وتدريب عناصر من خلال المعسكرات الأمنة القائمة على الحدود السودانية مع دول الجوار، فضلا عن تواجد تنظيم القاعدة، لا سيما أن التنظيم أعلن عن ولايته تحت مسمى تنظيم “السلف الجهادي ببلاد النيلين”، وجاء الإعلان من داخل جامعة الخرطوم عام 2013”.
وتابع: “الفئة الأكثر تأثرا وانضماما للجماعات الأصولية المسلحة تنحصر في الدوائر الطلابية الجامعية التي يتم استقطابها وتجنيدها، وتسجيل هروبها إلى معسكرات القتال أو الإنخراط في الكيانات المنتشرة في العمق الإفريقي، فضلا عن تقرير للخارجية الأمريكية عام 2019 الذي حذر من تنامي نشاط ووجود تنظيم داعش والجماعات المسلحة في الداخل السوداني”.
وأشار فاروق، إلى أن “الموقع والحدود الجغرافية للسودان، ومعابرها البرية غير الرسمية جعلها دولة ترانزيت وملاذا للجماعات التكفيرية على مستوى الشمال والشرق والغرب الإفريقي، ودعمها وارتباطها الوثيق مع مختلف الكيانات المسلحة أمثال حركة شباب المجاهدين بالقرن الإفريقي، وجماعة بوكو حرام في الغرب الإفريقي، وتتظيم القاعدة في الوسط والشمال الإفريقي”.
وقال فاروق، إن “السودان تمثل حالة خاصة في ظل تحولها لغرفة عمليات للتدريب والتخطيط لأسامة بن لادن وقيادات تنظيم القاعدة في تسعينات القرن الماضي، إذ أن غالبية العمليات التي نفذت في تلك المرحلة الزمنية تم التجهيز لها من داخل الخرطوم، بل وجدت دعما ماليا ولوجيستيا من نظام الرئيس (السابق) عمر البشير”.
وأوضح أن “عدد من المؤسسات السودانية التي تشكلت في مرحلة نظام البشير تتفق مرجعياتها الفكرية والثقافية مع الهوية الفكرية للجماعات الأصولية المسلحة، وتعمل على توظيفها ودعمها، لا سيما أن الأوضاع في الداخل السوداني ما زالت مضطربة في ظل تدهور سياسي واقتصادي”.
وأشار فاروق، إلى أن “السودان ما زالت حاضنة آمنة للخلايا الكامنة، لتتظيم داعش وتنظيم القاعدة، نتيجة وجود سماسرة للتجنيد والإستقطاب منتشرين في المدن والقرى السودانية، ولديهم علاقات وثيقة بمختلف التنظيمات المتطرفة المنتشرة في العمق الإفريقي، فضلا عن وجود معسكرات للتأهيل الفكري والتدريب المسلح، متواجدة بالقرب من منطقة جبال كوروش بشمال شرق السودان، وهي سلسلة جبلية موازية لساحل البحر الأحمر، وكذلك في أم درمان غرب العاصمة الخرطوم”.
ونوه فاروق، بأن “عددا كبيرا من العناصر التي خرجت من القاهرة ودول القرن الإفريقي، والتحقت فيما بعد بمعسكرات القتال في ليبيا وسوريا والعراق، تم تدريبها أولا في معسكرات داخل السودان، ما يعني أن لتنظيم داعش خلايا كامنة تستخدم السودان في عمليات التدريب والدعم اللوجيستي، والإستفادة من الطبيعة الجغرافية التي تسهم في حركة التنقل والحركة، فضلا عن تجارة السلاح والمخدرات المنتشرة على الحدود السائبة مع دول الجوار”.
وأكد فاروق، أن “وجود شخص مصري على رأس الخلية الداعشية التي اشتبكت مع ضباط المخابرات السودانية، يؤكد حقيقة فتح السودان حدودها للعناصر التكفيرية المسلحة التي هربت من الملاحقات الأمنية خلال قيام الدولة المصرية بدورها في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، فضلا عن احتوائها لعناصر الجناح المسلح لجماعة الإخوان وتدريبهم في معسكرات خاصة على أيدي عناصر أمنية أجنبية، تحت علم النظام السياسي حينها.