ايقونة المسرح السوداني فائزة عمسيب… رسم كاريكاتوري في رائدات المسرح
اثير نيوز-وكالات
1 أكتوبر، 2021
في الدور التأسيسية لمعرض رائدات المسرح العربي (نساء المسرح) الذي نظمه الملتقى العربي لرواد الكاريكاتور بالتعاون مع مهرجان ايزيس الدولي لمسرح المرأة كانت الفنانة المسرحية السودانية فائزة عمسيب حضورًا عبر أعمال فناني الكاريكاتور العرب ضمن مائة رائدة مسرحية اذ قام الفنان المصري حلم هيكا الشيخ رسم فائزة؛ وتعتبر عمسيب صاحبة سهم وافر في مجالي الدراما والمسرح في السودان.
الخرطوم : رندة بخاري
تزوج العم عمسيب من السيدة فاطمة محمد عثمان؛ حاكم؛ فانجب منها “عبدالله؛ نصر؛ حسن؛ بت المنى؛ ست البنات؛ عوض؛ فائزة”؛ وشاءت إرادة الله أن يكتب شقيقة الحاجة فاطمة عقيمة.. واسمها نفيسة فاشتد بها الحزن ولكنها صبرت على قضاء الله وقدره اما اختها فاطمة ارادت لها ان تعيش احساس الأمومة فدفعت لها بابنتها فائزة فسعدت الأخت كثيرََا بهذه الطفلة التي خرجت إلى الحياة في اربعينات القرن الماضي وتحديد مدينة رفاعة وغادرت مع خالتها وزوجها اللذان هما بمثابة الام والاب لها إلى خارج السودان وخطوا برحالهم في اليمن السعيد وتحديدا في اليمن الجنوبي التي لم يتنشر بعد بها تعليم المرأة وكان قاصرا فقط على حفظ القرآن حيث لا يوجد به تعليم أوليّ او ثانوي فاهتدى تفكير اسرتها ان ياتوا بها إلى السودان من اجل الالتحاق بالمدرسة ومن ثم ليتثنى لها اكمال تعليمها؛ بين التدريس والتمريض
لتلتحق فائزة بمدرسة رفاعة الغربية الأولية التي جايلت بها سيدات كثر واخترن جميعهن سلك التدريس كيف وهي الوظيفة الوحيدة التي لا تعترض عليها الاسر السودانية وقتئذ خاصة وان مجالات عمل المرأة ضيّقة ومحصورة في التدريس بالقرى ..والعمل في مصلحة التلفونات؛ والتمريض وهذه المهن كانت تجد اعترض شديد من الاسر ماعدا التدريس الذي كان مقبولا نوعا ما ..وبعد ان أكملت فائزة المرحلة الأولية لم تفضل البقاء في المنزل وفضلت ان تنهل مزيدا من العلم فذهبت إلى مدينة ود مدني حيث التحقت با المدرسة الوسطي وقطنت مع عمها الى ان أكملت الوسطي حيث لم تنتشر الداخليات في تلك الفترة وكان بيت العمدة هو القبلة الاولي للبنات اللائي ياتين من قري متفرقة لمدني للالتحاق بالمدرسة الوسطي وكان ايواء الطالبات مسئولية تقع على عاتقه هو وبقية المشايخ فذلك كان من أدوار الإدارة الاهلية وفيما يخص عملهن كمعلمات كن يدرسن جميع المواد حيث لم يظهر التخصص في تدريس المواد.
الأناشيد والمحفوظات
بعد ان أصبحت فائزة معلمة تفتقت موهبتها كممثلة حيث كانت تقوم بأداء عدد من الأدوار للطالبات واسرهن فكانت على سبيل المثال تقوم بأداء دور رجل وترتدى ملابس رجالية ومثلت دور جزار وكان يقال عنها انها بنت (شيطانة ) واستمرت على هذا الحال في مدرسة القلقالة تأتي بالمسرحيات هي وزميلاتها من المنهج الدراسي ويستخدمون أناشيد المحفوظات بعد تلحينها بالحان الأغنيات في المسرحيات واهتمت بالأناشيد في تلك الحقبة بترسيخ المعاني الوطنية وجميعها تدعو الى حب الوطن والذود عنه.
الحرس الوطني.
في فترة الستينات ظهر التلفزيون واحدث نوع من التغيير وظهرت ايضا الأستاذة اسيا عبدالمجيد اول امرأه سودانية تعتلى خشبة المسرح وقدمت دور مدهش في مسرحية المك نمر وظهرن معها كلا من تحية زروق ..مني ابراهيم ..لتزداد تدريجيا في فترة السبعينيات حركة المسرح وجاء بعدها المعهد العالي للموسيقي والمسرح وفي العام 1970 م انتهزت فائزة عمسيب فترة الاجازة الصيفية للمدراس والتحقت بالتدريب العسكري الخاص بالحرس الوطني الذي فتح ابوابه ليسجل الراغبين اسمائهم وينضمون اليه فذهبت اليهم وطلبوا منها ان تذهب لاجراء فحوصات طبية ليحدد لياقتها من عدمها وبالفعل انضمت الي الدفعة الرابعة ودائما ما تتراوح فترة التدريبات بين العشرة الى الخمسة عشرة يوما وكان الالتحاق للحرس الوطني يتم حسب موهبة وميول الشخص لذلك تم اختيار فائزة لتكون ضمن مجموعة المسرح والتلفزيون وكان الأستاذ محجوب الحارس هو مدير خشبة المسرح القومي ان ذاك وكونت فائزة اسرة صغيرة داخل الحرس الوطني واصبحوا يقومون بعمل أدوار صغيرة ارتجالية وبرز اتجاه في الحرس الوطني لانشاء فرقة فنون شعبية وتم اختيارها كعضو بالفرقة وقالوا لها (ما حنديك دور بت صغيرة حتمثلى دور ام او زوجة) وذلك بسب بنيتها الجسمانية ومن شدة حبها لهذه الموهبة وافقت فائزة وقضت معهم فترة جميلة وقررت تركهم بعد ان فتحت المدارس ابوابها وطلبوا منها ان تاتي بعد دوام المدرسة وفي العطلات وطلب منها محجوب الحارس ان تتوجه الي المسرح القومي لاجراء بروفات من اجل صقل موهبتها وبالفعل انضمت الى فرقة اضواء المسرح وعلمها كيف تودى الأدوار الحزينة ..والسعيدة ..بجانب الاغماء وغيرها من الفنون الادائية المتعلقة بالتمثيل
تعنت الاسرة
لم يكن طريق التمثيل ممهدا لفائزة ومفروش بالزهور والرياحين فهي كغيرها من بنات ذلك الزمن الذي كان يفرض قيودا على الأنثى ويعترض على اي عمل خاص بالفن وهناك بنات كثر وئدت موهبتهن بسب تعنت الاسرة ولكن فائزة لم تستسلم لأسرتها وارتفع صوت موهبتها على صوت معارضة اسرتها لها ..وبعد ان كانوا يتذمرون على تأخرها بسب البروفات والبقاء لساعات متأخرة من الليل خارج المنزل وكثيرا ما توبخ على تأخيرها هذا الا انها صمدت ومع مرور الايام كان يقابل تأخيرها هذا بمقولة الليلة (وا سهرنا) وكانت فائزة تستعين باكسورات اسرتها لأداء الأدوار الموكلة اليها بل و تأخز حاجيات أمها من ورائها حيث كانت تفتح الدولاب و ثياب والدتها ..وتاخز ايضا الاواني المنزلية وكثيرا ما تفاجأت والدتها بأشيائها في احدى المسلسلات او المسرحيات في التلفزيون فتصيح قائلة (اجي ديل ما حاجاتي).
حصان البياحة
تعتز كثيرا (ام الدراميين) فائزة بفترتها التي قضتها في فرقة اضواء المسرح التي تضم عدد من الممثلين منهم الاستاذ محمد شريف علي…محمد خلف الله الذى قال للجريدة اول مسرحية قدمتها معهم كانت حصان البياحة تاليف الدكتور يوسف عبدالحي والمسرحية ماخوذة من كتاب طبقات ود ضيف الله واخرجها محمد شريف علي والبطولة كانت فيها للمرحوم عيسي تيراب ..وهو ابن دفعتها فدخولهم للمسرح تزامن فى فترة واحدة وجاء اول عرض لها مع عمالقة الممثلين امثال ياسين عبدالقادر ..السر محجوب ..حمزة سعيد وكان الجميع يعيش حالة من الخوف لان هذه المرة الاولي التى تقف فيها فائزة على خشبة المسرح وتواجه الجمهور فظهرت وهى تابته اكثر منهم ولم تخف وقابلت الجمهور بكل شجاعة وحققت تلك المسرحية نجاح منقطع النظير لتتوالى نجاحاتها مع فرقة أضواء المدينة وقال لنا الاستاذ محمد خلف الله الذي زامل فائزة في الفرقة :ظهرت فائزة كممثلة ابان فترة حكم الرئيس محمد جعفر نميري اى في السبعينيات وقدمتا معا مسرحية حصان البياحة وقدما ايضا عدد من الاعمال منها اسكتشات خفيفة وبعدها قدموا مسرحية كلاب لهب وغيرها من الاعمال التي خلدت اسمها.