د. أبو أحمد الخبير العسكري .. يكتب .. رحلة الشهيد الجوكر من التهكير الي التفجير
د. أبو أحمد.. الخبير العسكري ..
يكتب :
رحلة الشهيد الجوكر من التهكير الي التفجير
اليوم اكتملت مسيرة الفتي النابغة انس محمد العبيد “الجوكر” صعدت روح الفتي المتمرد لوجه الله .. وكأني به الان يردد :
الان اصعد ثم اصعد للنهايات البعيدة لليقين المستحيل .. ودمي المقدس شاهدي ..
اني انا المحمول فوق اكفكم
لا شئ يعلو هامتي غير الدم المسفوح منّى صوب ابواب الحكاية.
واي حكاية هي .. فريدة .. عجيبة .. غريبة ..
انس الشاب الخلوق العالم الفذ والفتي المبهر والجندي المخلص والضابط المتزن بروح الانضباط للمهنة .. عاش فتا عبقرياً لم تلد حواء السودان منه الكثير ..
مضي خفيفا لا يُسمع صوته ، لا يعرفه الناس فرب الناس يعرفه .. وأبي له الا ان تكون خاتمة عمره الغض شهادة ..
وهو الذي بذل كل تركيزه في تامين العزّل من اهل السودان من عدو خفي ، وحرب الكترونية يقابلها بصلابة وثقة مسخراً علمه وجهده وشغفه للتقنية ، يبذل كل جهده ليخترق كل حصون الارهابيين الذين اتخذوا من السودان محطة للعبور ..
انس ( الجوكر ).. بدأ منذ الصغر شغفه بالتقنية وظهر في اول نشاط له في العلن باختراق موقع الهيئة القومية للاتصالات احتجاجا علي قرار قفل اليوتيوب .. اعلن عن نفسه ” الجوكر ” في قائمة الهكرز العظماء وكان ما يزال حينها طالبا في سنين دراسته الاولي بالجامعة ..
أظهر مقدرات تفوق التصور في اختراق المواقع الدينماركية علي وجه الخصوص وذلك في حملته المنظمة للاحتجاج علي الرسوم المسيئة لرسول الله .. وكان متصدرا لقائمة عالمية تضم اكثر المخترقين تاثيرا علي المواقع الدينماركية.. وفي غمرة غضبه ارسل رسائل عديدة لجهات تظن انها محصنة تقنيا ..
تعرفت عليه من خلال المراسلات حينما حوّل غضبته الي شر اصاب بعض المواقع الحكومية .. وجدت فيه شغف وحب وعلم ومعرفة ودراية وعلم يتجاوز فطاحلة الغرب .. انقطع عن الدراسة واصبح أسيراً للتهكير في قائمة الهكرز black hats ..
كسب جهاز الامن والمخابرات بعد متابعة لصيقة هذا الفتي وفي اسلوب حكيم من قيادة الادارة الفنية بالجهاز تمت اعادة تكوينه وصياغته لخدمة تأمين البلاد من الاختراق حيث تكفلت الادارة الفنية برعايته حتي اكمل الجامعة وتلقي دورات فنية متخصصة رفيعة المستوي ليتحول الي white hat hacker ، حيث كان يدرس مواطن الخلل والثغرات وبالفعل لم يخيب الفتي الظن فيه فاجتهد لتحويل مقدراته لخدمة البلاد ..
وظل مرجعا لحل اعقد العمليات الفنية للمخابرات العالمية ومنظومات الارهاب والاتجار بالبشر ، التي تريد النيل من السودان وكفّ الله علي يديه البلاد من شرور عظيمة ..
كان انس جوكراً بمعني الكلمة ..
ورغم ما يمتلك من مقدرات ظل مؤمنا بحماية البلاد في الجانب التقني في زمن لا يعرف فيه السياسيون كيف تُحمي البلدان في ظل الحرب التقنية الصامتة ..
كان يغالب حظ نفسه وهو القادر علي ان يكون بملكاته ومهاراته التقنية رقما لا تتجاوزه كبري الشركات العالمية ، فقد نازل وسائل تامينها وكشف قصورها ومواطن ثغراتها الفنية ، عاش عفيفاً لا يسد مرتبه ايجار شقته ، نظيفا لا يلوث يديه بالتطفل علي خصوصيات الناس ، شريفاً يحمل رتبة لا يعرفها اقرب الناس.. خفيفا لايحمل من اثقال الدنيا سوي هم التأمين من الاختراق واختراق منظومات الاعداء .
واليوم اكمل ملفه باختراق خلايا الارهاب التي ارادت ان تحيل ابناء السودان في الخرطوم الي اشلاء ودماء وتعيد صورة ما يحدث في سوريا والعراق .
فدي البلاد بنفسه وهو يقود مجموعة مكافحة الارهاب الي كشف وكر الارهابيين بجبرة ..وكان برفقة اخوته علي الموعد مع شهادة في سبيل الله والوطن يشهد عليها الجميع في رابعة النهار ..
مضي الجوكر ورفقاءه شهداء اليوم ليكتبوا بدماءهم الطاهرة رسالة في سفر البلد المكلوم بانه ما زال هناك شباب في جهاز الامن والمخابرات يدافعون عنهم رغم تقليم اظفارهم بفعل السياسة العرجاء ، فلئن كان تسريح هيئة العمليات التي تخصصت في المداهمة وحرب المدن عذراً للقعود ، فأنس ورفقاءه اليوم لم يجدوا لانفسهم عذرا كما لم يتركوا لشريف بعدهم العذر فانطلقوا ليحموا البلاد باجسادهم حاسرين ليضحكوا الرب.
ولئن فقدت البلاد اليوم زمرة من الشباب الذين خدموا الدولة وحموها باجسادهم الطاهرة ، فقد بقي علي الدرب اخوة لهم بجهاز الامن والمخابرات يستحقون التكريم والتشريف و لا يملك كل سوداني غيور سوي ان يرفع لهم القبعات بالتحية والايادي بالدعاء فقد سهروا واجتهدوا لدحر الارهاب رغم قلة ذات اليد، والتهديد بالفصل والتشريد.. لم يشغلهم عن واجبهم حُب الدنيا ولا حُب المال ولا زهو المنصب فسهروا الليالي يحرسون البلاد .. في زمن سهر فيه المترفون والمفسدون والراسطات والسانات في مثل اعمارهم في هدم القيم وتدمير المعاني والمباني واظهار ألوان الفساد .
والرسالة من هنا الي قيادة البلاد وهي تعيد لها بوصلتها في زمن تكالبت فيه علي السودان الامم واتحدت وجهة الاعداء والعملاء … بان ادركوا نوابغ البلاد بمؤسساتها الامنية .. واحموا كفاءته ممن يحملون معول الهدم ويريدون تصفية ما تبقي من رُكازة امن بعد ان سرّحوا الكفاءات في الادارة الفنية وهيئة العمليات ..
والرسالة الي كل سوداني غيور علي بلاده .. بان يدع الله لهؤلاء الشباب بالقبول وان يبارك جهدهم وان يخلف السودان بخلف خير وان يجير الوطن والاسر والاهل والاحباب في المصاب الجلل .