زيارة جيفري فليتمان هل تهدئ الموقف أم تزيد الاشتعال بالخرطوم
الخرطوم اثيرنيوز
قلل خبراء ومراقبون من زيارة المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان للخرطوم والتي اعلن البيت الابيض الامريكي عنها للوقوف على التطورات الاخيرة بعد المحاولة الانقلابية .
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، قد أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك على خلفية التطورات الحادثة في البلاد في أعقاب المحاولة الإنقلابية الفاشلة، حيث أكد المستشار الأمريكي دعم بلاده لرئيس الوزراء وللفترة الانتقالية التي يقودها المدنيون ويرى الخبراء أن الامور الداخلية للسودان تعقدت بسبب التدخلات الخارجية وعلى راسها التدخل الامريكي وان انسياق الحكومة وراء اهداف الغرب ابعدها من واجبها الداخلي لذلك نالت سخط الشارع والذى يستعد لاستراد ثورته المسروقة
التدخل الامريكي
قال السفير السابق العبيد أحمد من الطبيعي أن تحرص الولايات المتحدة الأمريكية – باعتبارها المستثمر الأكبر في إسقاط النظام السابق – على جني ثمار استثمارها، لكن على طريقتها الخاصة ولا تبحث الولايات المتحدة الأمريكية عن تأسيس لديمقراطية مستدامة، وإنما تبحث عن مصالح دائمة، وتعتقد خطأ أن مصالحها لا تتأتى إلا بتغيير هوية البلدان وفرض أنظمة موالية لها بشكل مطلق، ولعل السيد جيفري فيلتمان القادم إلينا يدرك أن مقولة “القيادة المدنية للفترة الإنتقالية” التي طالما رددها المسؤولون الأمريكيون هي في أحسن الأحوال قولة حق أريد بها باطل؛ فالمدنيون الذين عجزوا عن إصلاح المؤسسات المدنية بما فيها أحزابهم السياسية ومرغوا أنف العدالة والحرية بالتراب، هم أعجز عن إصلاح المؤسسة العسكرية ولعل من المصلحة أن يطلب الضيف الأمريكي من المجتمع الدبلوماسي الغربي في الخرطوم، الذي سيلتقيه قطعاً، بمن في ذلك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان، ممارسة النصح جهراُ للمكون المدني في الشراكة القائمة، أن يقدموا النموذج في الإصلاح المؤسسي والحوكمة الشاملة لما هو تحت ولايتهم المباشرة، إن كانوا فعلا يدعمون شعب السودان والتحول الديمقراطي في البلاد
الحلول الداخلية
واضاف المحلل السياسي عوض عبدالفتاح أن زيارة المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان للخرطوم طبيعية لمساعدة المكون المدني الذي فشل في ادارة البلاد باعتبار أن الولايات المتحدة الامريكية تعمل تحت غطاء التحول الديمقراطي لتنفيذ أجندتها الخاصة وأن كان تاريخ الحكومات السابقة مع واشنطن يؤكد أنها لاتعير اهتماماً للتنازلات وقال لم يشفع لنظام الإنقاذ حرصه المبكر على إيجاد تسوية نهائية للحرب الأهلية في جنوب السودان، ولا وصوله لتلك التسوية التي أدت في نهاية المطاف لفصل جنوب السودان وبرعاية أمريكية وتقديمه معلومات قالت عنها الأجهزة الأمريكية المختصة أنها (لا تقدر بثمن ) ولم يشفع له حرصه المستمر على عدم التصادم مع المصالح الأمريكية في المنطقة موضحاً أن الولايات المتحدة تتدخل لمصالحها الخاصة وتترك الدول ملتهبة كماحدث في افغانستان ويرى ضرورة الارتهان للحلول الداخلية بادواتها المعروفة وهي التسوية الشاملة وتوسيع المشاركة واكمال مطلوبات الثورة