السعي المفرط وراء المكاسب يجلب الخسارات الكبيرة … بشارة جمعة أرور
السعي المفرط وراء المكاسب يجلب الخسارات الكبيرة
بشارة جمعة أرور
سقوط وشيك
ومازلنا واثقون بأن القوم حتما سيفشلون ثم سيفشلون ولو تم تمديد الفترة الإنتقالية إلى ما يريدون…
إن أولئك الذين إشتروا الضلالة بالهدى وبدلوا التعاون بالتغابن والتسامح بالكراهية والنجاح بالفشل فما ربحت أهواءهم ولا تحققت أوهامهم وضل سعيهم فيما كانوا يزعمون، كانوا يزعمون الناضل من أجل الحرية و التغيير ويسعون لتحقيق السلام والعدالة والمساواة بين الناس ومع ذلك كانوا يرفضون الحوار والمصالحة الوطنية الشاملة والتوافق الوطني و مازالوا على دأبهم إلى يوم الناس هذا، و هذا هو اللامعقول بعينه حينما يصبح الهراء والشتم والصراخ لغة الخطباء الفاشلون بامتياز حيث يسبقهم الفشل في حِلهم وترحالهم وهم على سدة الحكم والسلطة الكاملة بين أيديهم وتراهم فشلوا في كل شيء بل ظلوا يفشلون كل يوم في تنزيل الشعارات وتطبيق المشاريع و تلك الأحلام الوردية التي نثروها على رؤوس اليافعين، ومن عجائب وغرائب السياسة عندهم أنهم ظلوا يضعون المصفوفات والجداول الزمنية ويصرحون بالوعود ومع ذلك يفشلون ثم يعترفون بالفشل ويقولون فشلنا، فشلنا ثم يكررون نفس الحديث وكأنهم يتغنون بأغنية تحلو لهم ترديدها كالضفادع في البركة ويا للهول إنهم يحبون ذلك الاستعراض.
والعجب الفشل الأكبر أم الفشل على وزن (الصبة أم الصبة…) هو عدم قدرتهم لتكوين المجلس التشريعي الإنتقالي وهو حصري وغير منتخب، اللهم فقط تم تغيير اللافتة وكتبوا عليها (المجلس التشريعي الإنتقالي) وهنالك العديد من المؤسسات والآليات المهمة لم ولن يستطيعوا أن يقوموا بتكوينها مهما حاولوا جاهدين فمعالجة الأمور بتلك الآلية الفطيرة سيقودهم إلى المزيد من الفشل وهكذا دواليك سيفشلون… ومن الصعب أن يتحقق أيقونة الأيقونات شعار:(حرية-سلام وعدالة) في ظل هذه الفترة، وبالمرة تمت الناقصة العملية الإنقلابية الفاشلة التي كانت سبباً لكشف العورات ونشرت الفضائح ومازال دق الصفائح مستمر لكشف المزيد من المدسوس وكل مُخبًى ومستور من أسرار الخلافات وعدم الانسجام فيما بينهم…
و عليه من حق الناس أن يسألوا أي مستوى من الفشل نحن فيه وإلى أين نتجه، دولة عبسية فاشلة، متهالكة أم آيلة إلى السقوط؟؟!! ولماذا نتفرج على هذه المتاجرة السياسية الرخيصة والتعاطي معها باللامبالا…
بناء الوطن أو الدولة المتحضرة لا يتم على فرضية الخداع والفهلوة السياسية وتغبيش وعي الناس بالوعود و التمنيات، وإنما تبنى الدول بالتسوية السياسية و بتدارك وتلافى الصراعات والنزاعات