من أعلي المنصة … ياسر الفادني … ضيعوك ….. ودروك !
⤵️ من أعلي المنصة
✍️ ياسر الفادني
ضيعوك ….. ودروك !
وطن حل فيه نزير الشؤم طوال ثلاثة أعوام تنقص إلا قليلا ،حكومة لم تقدم للمواطن شيئا سوي أحلام ورؤي يصعب حتي علي النبي يوسف عليه السلام تفسيرها والله أعلم ، لاهن ثلاث سنبلات خضر ولا هن أخر يابسات ، بل هن ثلاثة بقرات سمان أكلهن قلة عجاف ، أحلام يظهر فيها (ظلوط) كل يوم وتحكي لنا ، أحلام أقضت مضاجعنا ألما واستعبدتنا ، أحلام لم تسمن ولم تغني من جوع ولم تسد رمق جائع ولم تبل( ريق ) عطشان ، أحلام بسببها صارت تقرقر مصارين الجنقو بسبب الجوع أو الأكل غير المفيد الذي يملا البطن فقط وبعدها ( تصوصو عصافيرها الحزينة ) ، التعابي المنهكين الذين يخرجون في الصباح الباكر هواءا ويعودون مساءا وما في جيوبهم لا يكفي قدر وجبة لمن يعولون ، تقطبت الجباه السمراء وبانت عرصاتها وصارت البسمة يفتقدها المحيا ، مايحدث أمامنا من مشهد سياسي (لخمة رأس) ومناظر يندي لها الجبين وتتقطع بسببها الأوصال بكاءا علي مواطن سحق ووطن يشكو الضياع وحال تصعب حتي علي الكافر و من تسره هذه الحال… بلاشك هو في خانة أعمي البصر والبصيرة …
طرفا الحكم يتحدثون ويمدحون أنفسهم ويصفقون ولا أحد يصفق لهم إلا مطبل أو مستفيد ، كل مانراه أمامنا منظر كالذي كنا نضحك ونتسلي به عندما كنا صغارا وهو ( الديك يحارب الديك) ،كل يمدح نفسه ويكيل للاخر ويزيده كيل بعير ولم نستفيد نحن ولم يتقدم الوطن خطوة إلي الإمام منذ أن ذهب البشير ، واحد من اساطين التغيير يستضاف في الشاشة ويكشف عن مرتبه الملياري غير المخصصات الأخري وهو غير راض به لكنه لبي نداء الوطن ولبي واجبه! مرتب لموظف دولة يعادل 25 مرة مرتب بروفيسور جامعي او عميد في القوات المسلحة ، موظفين يصرفون بالدولارات وآخرين يصرفون جنيهات لا تكفي لإطعام ثلاثة ايام بلياليها إنه الكيل بمكاييل غريبة المعايير….
الحرب لم تضع أوزارها حتي الآن في دارفور ، صراع وإحتقان في شرق السودان ، لأول مرة في تاريخ السودان السياسي تعزل الخرطوم عن الميناء الرئيسي ويقفل في وجهها ، ظاهرة سياسية كالحة السواد كليل امريءالقيس حينما قال في صدر اليائية التي أنشدها : وليل كموج البحر أرخي علي سدوله ، مقالة مخلة تكتب بمداد أسود علي صفحة من صفحات تاريخ السودان في هذا العهد الغريب ، الطرفان يتبادلان الإتهام بسبب القفل كليهما يحملان الآخر ، مليارات من الدولارات خسرتها الدولة وخسرها المصدرون والموردون جراء القفل ! ولا تستطيع الحكومة معالجة هذا الأمر ولا تضع له الحلول ، قفل الميناء أمر لم تتفاجأ به الحكومة ولكنه كان محددا من قبل وظاهرا للعيان حتي بسببه أوقفت صحيفتان عن الصدور لفترة معينة لنشرهما الاعلان الخاص بهذا الأمر ، مواسم زراعية فشلت في المشاريع المروية بسبب إهمال الدولة لاحتياجات المزارعين ..
اضاعونا وأي بلد اضاعوا ؟ بلد الخير الذي ولي بسبب الحكم غير الرشيد ، بلد الموارد المعدنية بلد الذهب الذي إن نظمت حركته لا يحتاج السودان لأي دعم خارجي ومنحة مدفوعة الثمن وتكون (لوية يد للحكام) ، رفع إسم السودان من قائمة الدول التي ترعي الإرهاب ورفعت العزلة الدولية كما يقول رئيس الوزراء وينفض ريشه فخرا عندما يقول هذه العبارة ولم يحدث جديد ،لم يتدفق قمح (الكاوبويات) إلي السودان كما يتدفق بصورة مستمرة إلي مصر ، لم تعفي الديون االعالقة إلا القليل الذي لايذكر ، ظلننا عبيدا للبنك الدولي ننفذ تعليماته بجراحاتها وفي كل مرة نرفع الدعم عن سلعة برغم من مقررات المؤتمر الاقتصادي والأهم ماجاء فيه عدم رفع الدعم عن بعض الاحتياجات الأساسية
إن كان طرفا الحكم غير جادين في السير بهذه البلاد قدما إلي الأمام ومنهجهما الخلاف والاختلاف هذا لا يرضي الله ولا رسوله ولا الشعب الذي يستشرق ويريد النماء والرفاهية والحياة الكريمة السهلة ، إن استمر الحال هكذا فليذهبوا جميعا ويدعوا الفرصة لآخرين (وحواء والده) !.