بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (61) …الخبير المستقل لحقوق الإنسان…
بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (61)
…الخبير المستقل لحقوق الإنسان…
خلال انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوداني ومن الزيارات العديدة لمقر الحوار.. والتنويرات التي تمت لتلك الوفود والتي فاقت المائة واربعون (140) خلال فترة انعقاد المؤتمر..
اتضح لي ان السودان تم تخصيص عدد لا يستهان به من المنظمات الدولية والخبراء الدوليين والمبعوثين الدوليين ويتبعون لجهات دولية في الحكومة العالمية.. بعضهم يتبع للامم المتحدة وبعضهم يتبع الي الاتحاد الأفريقي والبعض يتبع الي جامعة الدول العربيه والبعض يتبع الي امريكا فقط..
الحاكم العام لكل العالم.. وهؤلاء الذين يتبعون الي امريكا لا تستشار فيه الدول التي يتم تعيين مبعوثين لها.. بل يصدر القرار فقط بان فلان هذا مبعوث من عندنا اليكم.. انتهي الكلام..
ولا يناقش الامر.. ترحب به فقط وإلا تتحمل علو العين علي الحاجب ويأتيك الموت من كل مكان..
وهناك خبراء اخرون يتم تعيينهم من الحكومة العالمية عندما يريدون تقاريرا عن دولة ما.. يصبح فيها التقرير السالب مستندا عالميا لفرض عقوبات جديدة ونوعية.. يسمون مثل هؤلاء الخبراء بما يعرف بتسمية الضد.. اي المسمي الظاهر يكون عكس مايبطن الحقيقي.. مثال لذلك.. الخبير المستقل لحقوق الإنسان..
اتتنا رسالة بان الخبير المستقل لحقوق الإنسان في السودان سيزور الامانة العامة للحوار… اصبحت الزيارات شيئا عاديا وتقليديا.. فمرحبا به.. اتي ذلك الشخص بمفرده ربما ليعطي الاحساس بأنه مستقل ولا يتبع لاحد ولا يتم توجيهه من احد.. اعطيناه تنويرا كاملا.. وانتظرنا كالعادة اسألته التي جاء من أجلها..
وجدنا الرجل يهتم بلجنتين فقط.. لجنة الهوية ولجنة الحريات.. سال لماذا بعض القبائل لا يتم تعيينها في بعض الوظائف وهل هناك قبائل معينة يتم تعيينها في القوات المسلحة.. ذكرنا له ان الامر متاح لكل القبائل ولكن بعض القبائل لا تحب بعض المهن وبعضها يحب مهنا معينة.. واذا اطلعت علي سحنات رجال القوات المسلحة ستجدها من كل انحاء السودان..
اما وزارة الخارجية فهناك مستويات يعرفونها في اختيار من يريدون.. حتي وان كانت بعض الثغرات هناك فإن توصية من توصيات الحوار كانت واضحة بان تسحب كلمة القبيلة من اي مستند حكومي نهائيا.. لأن كل المتقدمين للوظائف سودانيون..
اي مكان القبيلة التي كانت في السابق.. الهوية سوداني.. تطرق ايضا الي فرص المسيحيين.. ذكرنا له ان السودان ليس به اي تفرقة دينية بل هو مثال للتمازج والعلاقات الدينية ولا يسألك احد عن دينك هنا وبحكم وجودك هنا تكون قد عايشت ذلك بنفسك ولا يضع السودانيون الدين شرطا للتعامل مع الآخرين..
تطرق بعدها للحريات وحقوق الإنسان في الاعتقال والحبس لازمان طويلة دون تقديمهم للمحاكمات.. نعم هناك اخطاء في هذا الجانب وهذا المؤتمر الان يصحح في هذه الاخطاء ووضع المؤتمرون رؤاهم في هذا الجانب واضحا وتوصلوا الي توصيات لحل تلك الانتقاصات لحقوق الانسان لا تقل باي شكل من الاشكال عن تلك التي تمارس في المجتمعات الغربية..
كنا نقصد التوصيات التسع التي تم التوصل اليها بالاجماع في لجنة الحريات.. واعطيناه نسخة من التوصيات التسع التي تؤسس للحريات ولحقوق الانسان السوداني في وطنه السودان..
خرج مقتنعا ولكننا لا ندري ماذا يكتب في تقريره الذي يرفعه لاننا اصبحنا نعلم ان هؤلاء الخبراء الذين يتبعون لجهات عالمية يعرفون الحقائق تماما ويقتنعون بها ولكن عندما يكتبون تقاريرهم لا يكتبون ما يرونه بل يكتبون ما يراه ويريده الذي ارسلهم.. اما نحن هنا فما زلنا ننتظر من يطبق لنا في مجال الحريات مايجعلنا نشعر باننا احرار من القيود التي يضعها الانسان وما يجعلنا نشعر بانتمائنا الي مخلوقات يطبق فيها علينا حقوق الإنسان لنصبح منهم..
بروف هاشم على سالم