هل روسيا تدعم التحول الديموقراطي في السودان؟؟
تسعى حكومة الفترة الانتقالية منذ قيامها لتحقيق التحول الديمقراطي الذي يمهد الطريق الي اجراء انتخابات بنهاية تلك الفترة من اجل ترسيخ مبادئ الديمقراطية في البلاد وتآمل حكومة الخرطوم في سبيل تحقيق هذا الهدف الي مساعدة الدول خاصة الاوروبية منها بالوقوف الي جانبها ودعم الانتقال السلمي .
واعلنت كثير من الدول دعمها ومساعدتها الي تحقيق التحول الديمقراطي في السودان الا ان هذا الدعم ظل في كثير من الاوقات استهلاكا سياسيا دون ان تخطو تلك الدول خطوات عملية في توفير الدعم الفني واللوجستي لتحقيق هذا التحول .
عقبات مالية :
نصت اتفاقية جوبا على ضرورة تنفيذ بند الترتيبات الامنية حيث ان تنفيذ هذا البند يعتبر اللبنة الاولى واساس التحول نحو الديمقراطية لانه بدون ان يتم تنفيذ الترتيبات الامنية والشروع في نزع السلاح فلن يكون هنالك تحول ديمقراطي .
ويدرك المجتمع الدولي والحكومة الانتقالية في السودان اهمية تنفيذ بند الترتيبات الأمنية لان وجود السلاح وسط القوات التي انحازت الي العملية السلمية يشكل عائقا كبيرا امام كثير من القضايا والبنود والتي من ابرزها تحقيق التحول الديمقراطي.
ولكن تواجه عملية الترتيبات الامنية تعقيدات كثيرة وصعوبات عديدة في ظل عدم توفير التمويل اللازم لتنفيذ هذا البند والذي يحتاج الي كثير من الأموال لكمال تنفيذ هذه العملية .
وكثير من الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في السنوات خلال السنوات الماضية واجهت كثير من العقبات بسبب تقاعس المجتمع الدولي وعد الوفاء بالتزاماته المالية نحو عملية تنفيذ بنود تلك الاتفاقيات الامر الذي جعلها عرضة للإنهيار وعدم تحقيق مقاصدها وبالتالي فشلها والعودة الي المربع الأول .
ويرى المحلل السياسي اسامة محمد سعيد ان توفير التمويل يعتبر مفتاح النجاح الاول للانتقال الي التحول الديمقراطي المنشود ، ويشير الي رغبة روسيا التي دخلت في هذا الملف لتوفير الدعم الفني واللوجستي لعملية الانتقال الديمقراطي بجانب تأكيدها بتدريب وتأهيل الكوادر الامنية المختلفة حول كيفية التعامل مع عملية التحول الديمقراطي.
ويؤكد سعيد الرغبة الروسية في دعم الإنتقال في السودان وذلك بغرض التمدد الروسي نحو افريقيا باعتبار ان السودان هو بوابة افريقيا لذلك دخلت روسيا في هذا البند من باب عملية التحول الديمقراطي بجانب كثير من الدول الاخرى التي أبدت الرغبة واعلنت الإلتزام بدعم التحول الديمقراطي في السودان .
ويقول الخبير الاستراتيجي في شؤون الشرق الأوسط وافريقيا خالد محمود الضي ان عملية التحول الديمقراطي في السودان تحتاج الي عزيمة ورغبة كبيرة من السودانيين ، لكنه يرى ان الهشاشة والتدهور الاقتصادي الذي تعاني منه كثير من البلدان خاصة السودان يجعل من عملية التحول الديمقراطي تواجه العديد من التحديات والصعوبات خاصة في البلاد الاكثر هشاشة .
ويؤكد ان روسيا اذا راغبة في دعم هذا التحول فيجب عليها اولاً دعم عملية التحول الإقتصادي وبناء المؤسسات المختلفة لتستوعب هذا التحول الذي بدون ان تتوفر ظروف اقتصادية مهيأة فلن يتم الانتقال المطلوب نحو ذلك التحول ويشير في هذا الخصوص الي تأكيدات العديد من الدول خاصة المانيا وبريطانيا والولايات المتحدة بدعم عملية الانتقال في السودان.
ويطالب الضي تلك الدول بتحويل الأقوال التي اطلقتها الى افعال حتي تشعر الحكومة الانتقالية بان هنالك رغبة اكيدة من المجتمع الدولي لمساعدتها ومساندتها في عملية التحول الديمقراطي المنشود .
ويشدد على اهمية تنفيذ بند الترتيبات الامنية والعمل على نزع سلاح المليشيات وتدريب وتأهيل القوات الشرطية والأمنية والعسكرية في السودان للتعامل مع التحول الديقراطي في السودان.