بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (59)… … بروف على شمو ولجنة الحريات…
بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (59)…
… بروف على شمو ولجنة الحريات…
ذكرت في خربشات سابقة بأن النقاش والتداول في كل المواضيع المعروضة للنقاش في اللجان..
يصل فيها النقاش إلى مراحل حادة ولكن لابد احيانا من الوصول إلى هذه المراحل لعلاج المراحل المستعصية للمرض خاصة إذا كان الإهمال أو عدم الاهتمام بالاعراض هو سبب المرض وفي حالتنا هنا أن سبب المشاكل المستعصية في الوطن سببها التغطية والتستر عليها..
فالمشاكل لا يتم تغطيتها أو سترها عن الأعين واخفاؤها… فا التستر.. وتغطية المشاكل تفاقم المشكلة وتزداد المشكلة تحت الغطاء وتتعقد أكثر فأكثر.. وفجأة تنفجر المشكلة وتزيح عنها الغطاء وتظهر بعبعا مرعبا يخيف الناس ويصعب علاجها.. مشكلتنا في السودان اننا في معظم الأحيان نعالج أعراض المرض فقط والمرض الأصلي موجود في أجسامنا..
فمثلا جسمنا مصاب بالملاريا ونعالج الصداع لأنه يؤلمنا وسبب الصداع موجود… نعالج الحمى لأنها تؤلمنا وسبب الحمى موجود داخل أجسادنا.. لابد من الاعتراف بالمشكلة اولا وتلك الخطوة الأولى الصحيحة للعلاج.. أي لابد أن نعرف اولا ان أسباب هذه الأعراض الجانبية هي الملاريا.. نبحث عن علاج الملاريا ولا نهتم باعراضها الجانبية حتى وإن اوجعت أجسامنا.. وهنا اقصد جسد الوطن.. عندما نعرف السبب يسهل العلاج..
نعم علاج الملاريا.. مر الطعم ويأخذ زمنا لكنه العلاج الصحيح الذي يعالج المرض الأصلي وبالتالي تزول أعراض المرض.. هكذا هي أمراض الوطن تكون لدينا مشكلة حقيقية في جسد الوطن ولكننا لا نواجه تلك المشكلة ونتركها ونتجاهلها ونقوم بتغطيتها وسترها نعالج أعراضها فقط وهي موجودة ويوما ما تستفحل ويصعب علاجها.. هذا منهج الحوار في معالجة أمراض الوطن أو قل مشاكل الوطن..
لابد من الاعتراف اولا ان هناك مشكلة ولابد إذا من كشف هذه المشكلة وإخراجها إلى العلن ووضعها فوق الطاولة للجميع ويتحلق الناس حولها وهي أمامهم لحلها.. تحل المشاكل بالحوار والنقاش وعرض الحلول من الجميع.. فمنهج الحوار هو كونسلتو طبي من الاختصاصيين عندما يعرض لهم مرض مزمن يتناقشون في كيفية علاجه..
هكذا هو الوطن تحل مشاكله بالإعلان عنها وعرضها للنقاش والحوار حولها وتقديم المقترحات للحلول وثم الاتفاق على الحل الناجع بموافقة معظم الناس أو باتفاقهم جميعا.. هذا ببساطة هو منهج الحوار في حل مشاكل الأوطان.. نعم حل يتطلب تضافر الجهود واعياءا للتفكير وارهاقا للجسم من الحادبين على سلامة الوطن وشفاؤه من الأمراض..
هذا كان حال كل أعضاء لجان الحوار الست ومن أكثرها ارهاقا كانت لجنة الحريات.. تعاقب عليها الكثير من رؤساء اللجان ورقد بعضهم في سرير المرض من الإرهاق واحتدام النقاش.. طيلة فترة الحوار كانت صلاة الظهر مشكلة بالنسبة لي.. فكان وقتها هو وقت ابتداء ظهور المشاكل في اللجان..
ونسأل الله العفو والمغفرة فكنت اصليها قريبا من صلاة العصر وأحيانا معه.. بحثت عن غرفة اصلي فيها فوجدت بروفيسور على محمد شمو في تلك الغرفة ياخذ قسطا من الراحة لجسده المنهك ولعقله الذي تحمل فوق طاقته.. نظر إلى.. داير تصلي شنو.. رددت وكأني اعتذر لنفسي.. داير اصلي الضهر…
والله يابرف صلاتي كلها باظت.. رد.. انت صلاتك بس الباظت.. نحن أخلاقنا زاتها باظت.. احييك برف شمو ادرت تلك اللجنة بمهنية عالية انهكت جسمك وادارها بعدك مولانا عبيد حاج على وآخرون انهكمهم جميعا التعب ولكنهم لم يشتكوا يوما.. اتوا في صمت وقدموا ما لديهم في صمت وذهبوا بعد الانتهاء من مهمتهم في صمت وهكذا معدن الرجال يقدمون للوطن ولا ياخذون.. لا يثيرون اي ضوضاء.. لأن الآخذ هو الوطن فهم يقدمون دون من ولا أذى..
بروف هاشم على سالم