بروف هاشم علي سالم يكتب… خربشات على جداريات الحوار (58).. …وفد اتحاد المهن الموسيقية…
بروف هاشم علي سالم يكتب… خربشات على جداريات الحوار (58)..
…وفد اتحاد المهن الموسيقية…
من ضمن الوفود التي كانت مهمومة بالحوار وزارت مقره واطلعت على مايدور فيه كان وفد اتحاد المهن الموسيقية.. هذه الفئة هي أول فئة تحس حسس الوطن وتتفاعل معه وتعبر عن حسسها وتحوله إلى أنغام يطرب لها الجسد والعقل..
الفنانون لا يكذبون ولا يخفون مشاعرهم لذا فهم أكثر فئة يمكن أن تعرف من خلالها الوضع العام للدولة.. فإذا كانت حزينة تجدهم يغنون لها ويبشرونها بالقادم الاحلى وإذا كانت سعيدة يتمنون لها المزيد..
طلبوا ماذا يقدمون للوطن وكيف يدعمون الحوار.. بث روح الوطنية بالاناشيد ونبذ العنف وإيقاف خطاب الكراهية والدعوة للتسامح وإيقاف الاقتتال والعيش بسلام في وطن ينبذ القبلية والجهوية و َالعصبية.. وطن يطوي صفحة الماضي ويفتح صفحة بيضاء لا شية فيها.. وطن يعترف ويقبل بالآخر.. وطن يعرف فيه المواطن ثقافة الاعتذار..
ويعرف الاعتراف بالخطأ.. يعرف التسامح ويعرف كيف يطلب الصفح من الآخرين.. ويكون جاهزا ليعوض من ظلمهم ويدفع ثمن خطأه.. طلبنا منهم ذلك بأن يحولوه إلى فن راقي يغير مافينا من قبح مشاعر لكيلا نصف الأمانة بأمانة الكلب والا نصف تحملنا القساوة بتحمل ضب الصحراء.. كانوا منفعلين بالحدث.. طلبت منهم طلبا اخيرا.. بأن يقدموا مقطوعة موسيقية أو سيمفونية سودانية.. تشارك فيها كل الآلات الموسيقية المعروفة في كل أنحاء السودان..
يشترك فيها العود والكمان والربابة والطمبور والوازا والرق والدلوكة.. أردت أن تكون سيمفونية يشاهد كل سوداني نفسه داخلها.. وعندما تعزف يطرب لها أهل الشمال والشرق والغرب والجنوب ويجدون ثقافتهم فيها وتصبح نشيدا للوطن..
انفعلوا بذلك ولا زلت انتظر منهم ذلك العمل.. واني واثق بأنهم سيقومون بذلك في يوم ما وارجوا الا يطول انتظارنا لذلك اليوم.. لأنه سيكون إعلانا لوطن واحد ينتمي له كل أبنائه ويفتخرون عندما يقولون بقوة.. انا سوداني..
بروف هاشم على سالم