غينيا كوناكري.. من هو الضابط مامادي دومبيا الذي أنهى حكم “البروفيسور
بعد يوم عاصف في كوناكري شهد إطلاق نار كثيف، وانتشارا لوحدات من الجيش في شوارع حي ”كالوم“ الراقي حيث يوجد القصر الرئاسي ومباني بعض الوزارات، ووسط تضارب الأنباء بشأن حقيقة ما يحدث، قطع الانقلابيون الجدد مساء اليوم الأحد الشك باليقين معلنين اعتقال الرئيس الغيني ألفا كوندي، وحل الدستور والحكومة، ومؤسسات الدولة، ما يعني انقلابًا متكامل الأركان.
غير أن المفاجئ للغينيين حقًا كان العقل المدبر للانقلاب على الرئيس الذي يطلقون عليه”البروفيسور“، والذي لم يكن سوى الكولونيل ”مامادي دومبيا“.. ذاك الضابط الفارع الطول والذي استجلبه كوندي قبل أربعة أعوام لقيادة قوة حديثة النشأة عالية التدريب والتجهيز لحماية نظامه.
فمن هو حاكم كوناكري الجديد؟
لم يكن أغلب الغينيين الساخطين من حكم ألفا كوندي والغاضبين من تعديل ”الزعيم التاريخي“ للمعارضة للدستور للترشح لولاية ثانية، يعتقدون أن الرجل الذي قمعتهم قواته بشدة بعد احتجاجهم على نتائج انتخابات 2020 المثيرة للجدل، هو ذاته الضابط الذي امتلك اليوم شجاعة إطلاق الرصاصة الأولى لإنهاء عشر سنوات ونيف من حكم ”الزعيم كوندي“ كما يطلق عليه أنصاره.
لا يعرف الكثير عن ”مامادي دومبيا“ الذي أعاد غينيا كوناكري من جديد إلى سكة الانقلابات، وإن استنكر ما أسماه ”سوء الإدارة“ خلال فترة حكم كوندي، زاعمًا أنه تحرك انطلاقًا من حرصه على ”مصلحة الشعب“، وفق بيان بثه التلفزيون الرسمي الغيني ظهر فيه وهو يلتحف العلم الغيني.
جنسية وزوجة فرنسية
زعيم الانقلاب على كوندي، تحرك صباحًا وهو يرأس تجمع القوات الخاصة (𝖦𝖯𝖲)، وهي قوة خاصة مدربة ومسلحة بشكل جيد، أنشأها كوندي عام 2018 لحماية ”الحوزة الترابية“، كما قيل حينها، وجلب الكولونيل ”دومبيا“ من باريس خصيصًا لقيادتها، لكنها كتبت اليوم الفصل الأخير من حكمه ووأدت ولاية ثالثة كفر ”المعارض السابق“ بكل مبادئه ليفرضها على الغينيين، لكنه لدغ من مأمنه.
تظهر المعلومات ”الشحيحة“ عن الحاكم الجديد لغينيا كوناكري، أنه يحمل الجنسية الفرنسية ومتزوج من مواطنة فرنسية، والأخيرة تكاد تكون كلمة السر، إذ كثيرًا ما تتهم فرنسا بأنها تحكم أفريقيا من ”غرف النوم“، في إشارة إلى أن بعض الرؤساء الأفارقة متزوجون من فرنسيات.
عسكري متمرس
عمل الكولونيل مامادي دومبيا سابقًا في أحد أشهر أجنحة الجيش الفرنسي هو ”الفيلق الأجنبي الفرنسي“ حتى عام 2018، وهو العمل الذي قاده للقتال في كوت ديفوار وجيبوتي وإفريقيا الوسطى وحتى أفغانستان، قبل أن يتقاعد ويعود إلى غينيا حيث عينه الرئيس قائدًا لمجموعة القوات الخاصة، وهي وحدة النخبة المجهزة والمدربة من قبل الفرنسيين والأمريكيين على أعلى مستوى.وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن قائد الانقلاب في غينيا يتمتع بخبرة عسكرية كبيرة، اكتسبها من ميادين القتال خلال فترة عمله بـ“الفيلق الأجنبي الفرنسي“، كما سبق له أن تدرب في الأكاديمية الدولية للأمن في إسرائيل. فضلاً عن كونه خريج المعاهد الفرنسية، والتي حصل منها على شهادة الماستر في الدفاع والديناميكيات الصناعية بباريس.
اليوم يتصدر ”الضابط القوي“ واجهة الأحداث، عندما استولى على السلطة عن طريق ”انقلاب خاطف وغامض“، وقد ينتظر الغينيون والعالم أياما لتحديد الأسباب والدوافع التي قادت ”الكولونيل“ إلى الانقلاب على ”البروفيسور“ الثمانيني، خلال الأشهر الأولى من مأموريته الثالثة، والتي بدت ”قوات دومبيا“ في البدء نصيرة لها.