ضد الانكسار … امل أحمد تبيدي … فأقوا حد الكمال 1

ضد الانكسار
امل أحمد تبيدي
فأقوا حد الكمال 1

تاريخنا ذاخر بالبطولات و المواقف التي تحتوي علي معاني الشجاعة والإقدام.. كانوا يسعون من أجل تحقيق الحرية، عبر النضال المستمر تحققت الحرية…

لكن دخلنا في حلقة الصراع الداخلي بين دعاة الحرية والعدالة و أصحاب الفكر الأحادي المستبد…. تمكن أحفاد صناع التاريخ من كسر كافة القيود ووقفوا مواقف بطولية بصدور عارية ضد بطش الطغاة وسلاحهم سلمية ولكن سلاح الطاغية كان يحصد بدون فرز كانت المجازر، رغم ذلك لن يتخاذلون … تمر ذكرى موقعة كرري ونحن نتفس عبق الحرية..

و نستلهم البطولة من الذين كتبوا تاريخهم بشجاعه واجبروا العدو علي الاعتراف بهم كابطال مدافعين عن وطنهم من أجل التحرر ، كانت كرري تجسيد لكثير من المعاني السامية…. مما جعل جلادستون رئيس الوزراء بريطاني يرفض إرسال جيش لحماية غردون من هجمة جيوش المهدية قال (لا يمكنني أن احارب جيش يبحث عن حريته) لم يتمكن (جلادستون) الصمود علي رايه أمام الرأي العام البريطانى…. انها معركة تحرير لذلك لن ترعبها أو تثنيها البنادق و مدافع المكسيم عن التقدم من أجل إزاحة المحتل……

قال جي دبليو ستيفنس كشاهد عيان علي كرري (لقد كانت أشرس معركة في أشرس يوم…. تقدمت الراية الزرقاء راية الخليفة عبدالله مقدمة الجيش المهدوي برجالها الاشداء المخلصين وكان أمامهم خياران النصر أو الجنة)…..

الإيمان الكامل بالتحرر وكسر قيود العبودية لا يتم إلا عبر قوة راسخة تسعي الي بناء دولة مستقلة يحركها حب الوطن والتجرد التام ، ما حدث في معركة كرري اعترف به الأعداء وكتبوا عن تلك البسالة والشجاعة ….

انهم أجدادنا الذين خلدوا اسماءهم ببطولات حقيقية اختلفنا أو اتفقنا يجب كتابة التاريخ بدون غبائن أو نزعات انتقامية وليكن هو مصدر قوتنا التي من خلالها يتم بناء دولة قوية قائمة علي الحرية والعدالة….

&إن جاز لي اليوم أن أقول قواتنا قد بلغت الكمال فلابد لي أن اعترف بأن المهدويون بروعتهم فقد فأقوا حد الكمال، لقد كان جيش السودانيين في كرري من أعظم واشجع الجيوش التي حاربناها طوال مواجهاتنا الطويلة في حروب المستعمرات…. كلما تساقط قتلاهم بمدافع المكسيم كانوا يجمعون صفوفهم ويتقدمون نحونا بجسارة فائقة…. نعم كانت كرري هي آخر أيام المهدية ولكنها كانت بحق أعظمها علي الإطلاق.
جي. دبليو. ستيفنس
مراسل حربي بريطاني
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

Ameltabidi9@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *