بعد عامين على الثورة..(65) إصابة دائمة تنتظر العلاج
الخرطوم أثيرنيوز
بعد مرور أكثر من عامين على ثورة ديسمبر، يأمل صالح (24) عاماً أن يستعيد حركته ويمارس حياته الطبيعية بعد إصابة معقدة في النخاع الشوكي يوم مجزرة فض الاعتصام، قادت إلى شلل.
بينما كان صالح يحاول صد القوات التي وصلت محيط الاعتصام في ذلك الفجر الدامي، أصابته رصاصة من الخلف، سقط أرضاً في الحال، بعدها وجد نفسه في مستشفى المعلم القريب من قيادة الجيش، وعلى وجه السرعة أُجريت له عملية جراحية. يقول صالح وهو من سكان حي مايو؛ جنوبي الخرطوم، (منذ لحظة سقوطي، شعرت بثقل شديد في جسدي) لكنه لم يدرك وقتها أنه سيكون عاجزاً عن الحركة وأنه سينتظر طويلاً. الشاب الذي كان يدرس ويعمل في آن واحد تقبل إصابته برحابة صدر بينة.
في منزل صغير بحي بُري مستأجر لأغراض علاج مصابي وجرحى ثورة ديسمبر، قابلنا الشاب مستلقياً على السرير بابتسامة مدهشة وهو يأمل أن تكتمل جهود أصدقائه المصابين سابقاً والذين شكلوا منظمة لمصابي وجرحى ديسمبر ووهبوا وقتهم تطوعاً لخدمة بقية المصابين الذين لم يحظوا بعلاج حتى اليوم، يشرح صالح في مقابلة مع “اليوم التالي” لماذا بعد عامين وأكثر لا يزال ينتظر العلاج، وخلاصة ما قاله إنه “فقط ينتظر”.
في حي الأزيرقاب؛ شمال بحري، يرقد أصغر مصابي النخاع الشوكي. يوسف مجدي (19) عاماً الذي أصيب بحادث سير أثناء تصويره مواكب الانتصار في نهار الحادي عشر من أبريل 2019. أبدى يوسف تذمراً واضحاً من طول الانتظار، تروي غادة؛ والدة يوسف في مقابلة رحلة علاج خاسرة، خاضتها العام الماضي، فبعد تجميع مبلغ مقدر من المال نصحها أحد الأصدقاء بأن تبدأ رحلتها إلى القاهرة ريثما يكتمل المبلغ المطلوب من الخيرين، ومنها تغادر إلى أوكرانيا، سألناها لماذا أوكرانيا، تقول والدة يوسف إنها تواصلت عبر أحد أقربائها مع طبيب أوكراني مختص في عمليات النخاع الشوكي الدقيقة، الطبيب اطلع على تقارير الفتى النحيل ومنحهم أملاً في العلاج، لكن تكلفة العملية البالغة (15) ألف دولار حالت دون ذلك، فعادت أسرة يوسف من القاهرة حينما لم يكتمل المبلغ.
وبحسب المكتب الطبي للمنظمة تتراوح تكلفة كل عملية ما بين (15 – 21) ألف دولار.