من أعلي المنصة … ياسر الفادني يكتب … الأبيض عروس الدماء
من أعلي المنصة
ً ياسر الفادني
الأبيض عروس الدماء
ولاية شمال كردفان تلك الولاية الواعدة التي فيها الخير الوفير (جوا وبرا ) كما نصفها نحن و يصفونها اهلها ،(القبة) بفتح القاف والباء وهي مدينة الأبيض ملهمة الشعراء وجاذبة الفنانين لحنا ، الآن تعيش في شكل غريب تبدل حالها إلي الأسوأ كما بدلت الحكومة الانتقالية حال هذه البلاد ، انفلات أمني هنا وهناك وبالذات مناطق جنوب الأبيض أصبح المواطن داخل هذه المدينة يمشي في الشارع ويخشي السطو علي مايحمل في يده أو جيبه ،أصبح الذي يركن عربته في طرف الشارع لقضاء شييء معين يخاف علي دابته من السرقة ،كل هذا يحدث في وجود حكومة ولاية ضعيفة ووالي فشل فشلا زريعا في إدارة ولايته وفي ظل أجهزة نظامية لا حول لها ولاقوة….
حتي الإنفلاتات التي حدثت في جنوب الأبيض.. شكلها غريب مثل الإعتداء علي قوة وأخذ سلاح منها عنوة وعلي عينك ياتاجر والفرار ومطاردتهم وأخذ السلاح منهم ، إختطاف ضابط اداري بصورة غريبة والعثور عليه مقتولا في الخلاء ولا تعرف الأسباب حتي الآن ، مواطن يريد أن يقدم عريضة وقف بالتكتك الذي يركبه بالقرب من مبني النيابة ودخل النيابة وفرغ من كتابة ما يريد وعندما خرج من مبني النيابة وجد أن تكتكه قد سرق ! ، إطلاق الزخيرة بصورة مستمرة في أحياء جنوب الابيض سبب الرعب للمواطنين هناك وادخل فيهم احساس عدم الأمان…..
لعل هذه المدينة تبدل حالها فبدلا من عروس الرمال الآن صارت عروس الدماء منذ بداية هذه الثورة المسروقة سكبت الدماء علي الأرض وسقط طلاب برصاص الغدر وهي مجزرة الأبيض ، لم تهنا المدينة بعد ذلك ففي غضون الأيام الفائتة حدث فيها ماحدث…..ولعل الجميع تابعوا ذلك
مايحدث في الأبيض تتحمله الحكومة المركزية اولا ويتحمله الوالي الذي (لا بجدع ولا بجيب الحجار ) ولم نر له إنجازا حتي الأن ، صوته عالي لكن يذهب به الصدي ! وضجيجه صاخب لكن ليس فيه طحين ، علي الأجهزة الأمنية في الولاية أن تتحمل هي أيضأ عبء المسؤولية الأمنية وتهييء نفسها جيدا عندما يدلهم امرا ويكونوا جاهزين ليوم كريهة وسداد ثغر إن حدث ، فلك الله ياعروس الرمال وغدا بإذن الله تكوني كما نود.