حزب التحرير ولاية السودان … بيان صحفي … ما يزال القتل بالرصاص لردع الاحتجاجات ديدن الحكومات الوضعية
بيان صحفي
ما يزال القتل بالرصاص لردع الاحتجاجات ديدن الحكومات الوضعية
حملت الأخبار الواردة من مدينة زالنجي، حاضرة ولاية وسط دارفور، مقتل طالب جامعي، وإصابة تسعة آخرين، قيل إن ثلاثة منهم حالتهم خطرة، تم إطلاق الرصاص عليهم على يد القوات الأمنية بأمانة الحكومة، وقالت إدارة الجامعة إن الطلاب نظموا وقفة احتجاجية، وحاولوا فتح بوابة، بعد أن قدموا مطالب للعمادة بفتح باب آخر، لبُعد المسافة بين الجامعة والداخلية، ولكنها تأخرت، وذلك لبطء الإجراءات، وأن الأحداث تطورت بعد توجه الطلاب إلى أمانة حكومة الولاية، فتم إطلاق النار عليهم بشكل كثيف من القوات الأمنية داخل الأمانة!
يتضح من هذه الحادثة، والتي بدأت بمطلب صغير، وهو فتح بوابة، ثم تطور إلى احتجاجات بفضل مماطلة المسئولين وتسويفهم في تنفيذ ما هو مطلوب، يتضح أن الحكومة ومسئوليها لا يهمهم مصالح الناس ولا راحتهم، حتى ولو كان الأمر بسيطاً وفي مقدورهم عمله، ولكن بمقدورهم إطلاق الرصاص على المحتجين، والقتل المجاني فقط من أجل حماية أنفسهم، أو ما يقولون إنه ممتلكات، فأيهما أولى بالحماية والصيانة، أرواح الناس أم ممتلكات السادة الحاكمين؟!
إن الذي حدث بمدينة زالنجي ليس بجديد على هذه الأنظمة الوضعية، وبخاصة هذا النظام الذي قتل العشرات بدم بارد، وحتى اليوم لم يتم القصاص من القتلة الذين سفكوا دماء الأبرياء وقفة عيد الفطر، وهم في ذلك لا فرق بينهم وبين سابقيهم الذين ظلوا في الحكم على أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ، فإن اللغة الوحيدة التي تتقنها هذه الأنظمة الوضعية هي لغة القتل بالرصاص لكل من يحتج مطالباً بخدمة هي في الأصل واجب على الحكام القيام بها دون اللجوء إلى الاحتجاج.
لقد اتضح جلياً أن لا فرق بين النظام البائد والنظام الحالي في سفك الدماء، وأكل أموال الناس بالباطل وظلمهم، وقتل الفقراء بالجوع والمرض، ومن لم يمت بالجوع والمرض قُتِل بالرصاص الحي، فشتان بين غايتهم التي تبرر الوسيلة؛ القتل، وبين قول الله عز وجل: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾، وقول رسول الله ﷺ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ»، وقوله ﷺ: «لاَ يَزَالُ الْمَرْءُ فِى فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً».
ولن يخرج الناس من هذه الدوامة الجهنمية التي تنتجها الأنظمة الوضعية إلا دولة تعمل لرعاية شئونهم، وتسعى لراحتهم، دولة تعمل بأنظمة رب العالمين، دولة خادمة للأمة، وليست جابية ولا متسلطة عليهم، إنها دولة تقوم على عقيدة هذه الأمة، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.. وهذا ما يجب على الأمة العمل لإيجاده حتى نخرج من مسلسل القتل جوعا ومرضاً أو بالرصاص.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
01/09/2021م