بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (53)… … نظام الحكم في السودان…
بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار… (53)…
… نظام الحكم في السودان…
من المهام الأساسية للجنة السادسة وهي لجنة الحكم.. ويراسها برف الحواتي العالم القامة في أنظمة الحكم والدساتير..
ناقشت هذه اللجنة كل طرق الحكم المتبعة في العالم وأوضحت ايجابياتها وسلبياتها ناقشت نظم الحكم العسكرية والمدنية وأنظمة الحكم الملكية والحكومات الشمولية واستعانت بعدد كبير من الخبراء في ذات المجال.. كان النظامان الذي تم التركيز عليهما هما النظام الرئاسي والنظام البرلماني..
في النظام الرئاسي يكون هناك رئيس للجمهورية يتم انتخابه مباشرة في انتخابات حرة نزيهة وشفافة من الشعب مباشرة.. في هذا النظام الرئاسي تكون معظم السلطات تتركز في يد رئيس الجمهورية ومعظم القرارات يكون مصدرها رئيس الجمهورية وتخرج بمرسومات جمهورية نافذة… النظام البرلماني يكون فيه منصب رئيس الجمهورية منصب تشريفي فقط.. ويكون هناك رئيس وزراء ومجلس وزراء تكون لديهم السلطة الحقيقية وأيضا يكون فيه برلمان منتخب انتخاب مباشر من الشعب..
تم التداول في المقترحين طويلا وايهما أنفع لحكم السودان.. كل المؤيدين لكل مقترح ذكروا محاسن مقترحهم وطال وقت التداول دون الوصول إلى حسم الأمر في الاختيار إلى أن جاء مقترح ثالث وهو نظام الحكم المختلط اي يخلطون بين النظامين للحكم الرئاسي والبرلماني.. المقترح الثالث يقول ان يكون هناك رئيس للجمهورية للبلاد ولكن له مهام محددة والا تكون كل مسؤولية الحكم بيده.. وان يتم انتخاب رئيس للوزراء يقاسم رئيس الجمهورية في سلطاته..
هذا المقترح قصد به تقليل هيمنة رئيس الجمهورية على قرارات الحكم وهذا الأمر يحد من بعض صلاحياته مما يؤدي إلى عدم تحوله إلى ديكتاتور في مقبل سنوات حكمه.. هذا النظام يتشارك فيه رئيس الجمهورية مع رئيس الوزراء في قرارات الحكم التي تلي كل واحد فيهم.. هذا النظام تعمل به فرنسا وهي الدولة الوحيدة التي تعمل بهذا النظام..
وجد هذا المقترح الثالث القبول من الجميع وباركوه كتوصية متفق ومجمع عليها لنظام الحكم في السودان.. آثار بعض الأعضاء أيضا طريقة النظام الملكي بأن يصبح السودان مملكة ويراسها ملك من أسرة سودانية تكون في مستوى تلك المسؤلية وتملك المؤهلات التي تضعها في تلك المرتبة..
وكانت هذه هي فكرة المستعمر الانجليزي عندما غادر البلاد وكان يريد انشاء حكم مشابه له ولكنه وجد اعتراضات كثيرة في ذلك الوقت كما وجدها الان في مناقشة المقترح..
نظام الحكم المختلط الذي يأتي برئيس للجمهورية يتم انتخابه من الشعب ويأتي أيضا برئيس للوزراء يتم انتخابه من الشعب أيضا قد يصلح حال الحكم في السودان لأنه سيكون الشعب من يختار حكامه ويكون الشعب أيضا من يختار نوابه في البرلمان وبالتالي يكون الشعب فقط هو المسؤول إذا أخفقت حكومته لأنه باختصار يكون هو الذي أخفق في اختياره ولا يلقى بالمسؤولية على احد غيره مما يعطيه درسا أن لا يجامل في اختياره لأنه هو الذي سيتحمل خطأ اختياره وليس أحدا غيره…
بروف هاشم على سالم