بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (52).. …توقيت البكور…

بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار…(52)..
…توقيت البكور…

من المواضيع التي كانت تهم المواطن وتقلق الأسر خاصة الأسر التي لديها أطفال في المدارس كانت مشكلة مايسمى بتوقيت البكور.. فقد حدث أن تم تغيير الميقات السوداني المحسوب حسب بعد السودان عن خط الطول صفر بأن تم إضافة ساعة كاملة إلى التوقيت الرسمي اي إذا كانت الساعة الطبيعية تظهر أن الساعة الحقيقية هي الخامسة..

فإن الساعة على يدك تدل على أنها السادسة.. تضررت فئات كثيرة من المجتمع بسبب هذا التوقيت خاصة أطفال المدارس فأصبحوا يذهبون إلى مدارسهم في ظلام دامس وينامون فر عربات الترحيل ولا يدرون ماذا قيل في الحصة الأولى.. كذلك العمال يذهبون إلى مواقع عملهم ولم يؤذن آذان الفجر…

مجموعة من المواطنين طالبوا بإرجاع التوقيت الحقيقي ولم يفلحوا في ذلك.. في احد لجان الحوار تطرقوا لهذا الأمر وقتلوه بحثا من ناحية فوائده ومن ناحية اضراره.. واستعانت اللجنة أيضا بخبراء في ذلك المجال.. وقدموا حلولا أخرى من غير تغيير التوقيت..

كانت الفكرة ان يذهب الناس مبكرين لعملهم ويعودون دون كثير تعرض للشمس.. يصحون مبكرين وينامون مبكرين.. ولكن تغيير التوقيت لم يغير شيئا يذكر في طباع المواطن السوداني بل أصبح يعاني أكثر.. قدمت اللجنة حلا لعملية ازدحام المواصلات دون تغيير التوقيت بأن يختلف ميعاد بدء العمل للموظفين من ميعاد بدء الدراسة للمدارس والجامعات حتى تستطيع المواصلات ان تقوم بترحيل الموظفين اولا ويبدأون عملهم ثم بعد ذلك يتم ترحيل الطلاب إلى مدارسهم دون ازدحام للمواصلات..

آخرون قدموا أيضا حلا منطقيا للمواصلات بأن تكون مواصلات دائرية اي لا يكون هناك موقفا ثابتا للمواصلات يأتي إليه الناس لترحيلهم إلى إلى بيوتهم أو مناطق عملهم…

بل ينتظر الناس في محطات وتأتي إليهم البصات في طريقها الدائري حيث لا تتوقف في محطة أخيرة كما يحدث حتى الآن.. طلب احد الأعضاء بأن يأتي إليهم في اللجنة صاحب فكرة البكور وهو دكتور عصام ليشرح لهم أسباب اتخاذ قرار تغيير الميقات السوداني وقد شاع وقتها انه صاحب الفكرة..

أتى مشكورا وقدم محاضرة.. وكانت المفاجأة انه لم يطلب في يوم من الايام تغيير الميقات السوداني ولم يطلب (جر) الساعة كما يسمون..

بل قدم مقترحا للدولة بأن يكون هناك توقيت صيفي واخر شتوي كما يعمل به في كثير من الدول ولكن حدث في احد التوقيتين انه لم يتم إرجاع الساعة مرة أخرى وأنه ليس مع تغيير التوقيت.. بعدها لم يصبح للجنة غير اتخاذ توصية بالإجماع بإرجاع التوقيت الأصلي الجغرافي..

وحسم ذلك الأمر اخيرا وتم إرجاع التوقيت كما كان.. وجر كل السودانيون ساعاتهم إلى الوراء ساعة ونامت الأمهات والمعاملات واستيقظ الطلاب في بصات ترحيلهم وفهموا مايدور في الحصة الأولى…

بروف هاشم على سالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *