الشجراب:مواطنون يلجأوون لمعسكرات اللاجئين لتلقي الخدمات الاساسية
اشتكى مواطنو قرية الشجراب من إغفال المنظمات الدولية والاقليمية عن لعب دور ملموس في مساعدة وتمكين المجتمع المحلي المستضيف لآلاف اللاجئين، وفقا للمبادئ والمواثيق الدولية الحاكمة لعلاقة المجتمعات المحلية واللجوء، خاصة إبان التدفق الأخير من اقليم التقراي الاثيوبي على السودان، وانتقد عبدالكريم محمد احد سكان المنطقة التي تضم 15 قرية يقطنها حوالي 10000 مواطن وتستضيف معسكرات الشجراب للاجئين الثلاثة بمحلية ود الحليو، هذه المنظمات بسبب ما وصفه بتقاعسها عن تقديم ابسط الخدمات لسكان هذه القرى.
وقال إن المنطقة تفتقر الخدمات الطبية والعلاجية لعدم وجود مستشفى وكل ماهو متوفر كان مركزا صحيا توقف عن العمل الآن ولا يوجد اي جسم آخر يقدم هذه الخدمات العلاجية لهم ولا توجد طرق معبدة تربطهم بأقرب مستشفى حكومي بمدينة خشم القربة واضاف، الا انه بالمقابل قامت المنظمات بتوفير مراكز وخدمات علاجية للاجئين مما يدفع المواطن وهو صاحب الارض للبحث عن العلاج في مراكز خدمات معسكرات اللاجئين.
واشار السكان المحليون الى وجود مركزين صحيين في معسكر اللاجئين احدهم كبير جدا اضافة الي توفر خط لنقل المياه النقية للاجئين بينما يضطر المواطن من سكان المنطقة لشراء برميل المياه بمبالغ طائلة. و قال “هل تصدق خرطوش الموية لمعسكر يمر من امام بيتي وانا اشتري البرميل بمبلف 250 جنيه”.
واشتكى عبد الكريم من انه في مجال التعليم لا توجد الا أربعة فصول فقط حصلوا عليها بعد جهد كبير قاموا به مع تلك المنظمات، في الوقت الذي يشاهدون فيه اللاجئين وهم يستمتعون بخدمات التعليم لوجود 8 مدارس اساس وثانوية مختلطة خاصة باللاجئين تزخر بالخدمات الطبية والتعليمية المجانية.
وقال إنه عاتب على الحكومات المركزية والتي قال عبدالكريم محمد انها لم تقدر تضحياتهم من العام ١٩٨٥ عندما تبرعوا باراضيهم الزراعية ومصدر رزقهم الأساسي لاقامة تلك المعسكرات وفي المقابل لا يجدون الا التهميش.
وتضم منطقة الشجراب ثلاثة معسكرات للاجئين هي الشمالى والاوسط والجنوبي ويقيم فيها اكثر من 71000 لاجئ منهم 51000 مسجل والبقية غير مسجلين وفقا لتقديرات المنظمات العاملة واغلبهم من الاثيوبيين وخاصة التقراي اضافة لقوميات اثيوبية جنسيات اخرى.
وكان الاستاذ كمال احمد ياسين مساعد مدير معسكر ام راكوبة قد اشار الى العديد من التحديات التي تعيشها المنطقة التي استقبلت اللاجئين ويعيشها اللاجئون انفسهم في المعسكرات.
واقر السيد يس في تصريحات صحفية في معسكر ام راكوبة بداية الاسبوع بان “بعض المنظمات لم تف بالالتزامات التي وعدت بها”. الا انه اشاد بحوالي 30 منظمة عاملة في المعسكر،نصفها من المنظمات الوطنية، التي لا تالوا جهدا في توفير السكن والتعليم عبر أربعة رياض أطفال وأربعة مدارس اساس واثنين ثانوي لاطفال اللاجئين واضاف بان المنظمات العاملة بالمعسكر توفر أيضا العلاج الطبي المجاني.
ومن ناحية اخرى أوضح محمد عطا ادم احد سكان قرية ام راكوبة وهي من المجتمعات المستضيفة للمعسكر ان التاريخ يشهد لهم بانهم قابلوا اللاجئين وتقاسمو معهم الغذاء والكساء قبل وصول المنظمات.
واشتكى هو ايضا بان “الآن لا يجد المجتمع المستضيف الا التجاهل التام من قبل المنظمات التي تعمل فقط علي انشاء المرافق التعليمية والصحية الحديثة للاجئين بل تقوم بتوزيع الغذاء ومبالغ مالية لهم” دون المجتمع المستضيف.
وقال انه يعتقد ان الاتفاقيات والموثيق الدولية تلزم هذه المنظمات بالاهتمام ايضا بالمجتمعات المستضيفة مؤكدا ان اللاجئين تسببوا في حرمانهم من احد مصادر دخلهم عندما قاموا بازلة الغابات المحيطة بالقرية والتي كانت تمثل مصدر رزق لهم ليس هذا فحسب بل بدخولهم كقوة شرائية في سوق السلع ارتفعت الأسعار بصورة كبيرة.