بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (49)… …منع حركة مسلحة من المشاركة في الحوار…

بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار… (49)…
…منع حركة مسلحة من المشاركة في الحوار…

ذكرت فيما سبق بأن مرجعية الأمانة العامة للحوار بخصوص اشراك الحركات المسلحة أو عدمه في الحوار الوطني هو أربعة جهات لكنها تشكل وحدة متكاملة من هذه الأطراف الأربعة..

وهذه الجهات هي.. الأمن والاستخبارات العسكرية والقوات المسلحة ومكتب سلام دارفور… حينما تأتي حركة تطلب المشاركة في الحوار نطالبها بكتابة طلب في ورقة مروسة للحركة وبالتالي بها شعار الحركة..

ويوضحون فيها عدد قواتهم وعدد عرباتهم وأنواع أسلحتهم ومكان تواجدهم إذا كان داخل السودان أو خارجه وان يتم التوقيع عليها باسم رئيس الحركة.. كانت تلك المرجعية تفحص هذه الأشياء بدقة عالية..

وخلال ايام قليلة يردون بخطاب على ذلك الطلب بأن هذه حركة مسلحة حقيقية لها كذا من القوات ومكان تواجدها.. وهذا يعني مباركة مشاركتها في الحوار… وأحيانا يأتي الرد بأن هذه ليست حركة مسلحة معروفة لديهم وليس لها قوات على الأرض ولا تملك أسلحة ولا تتواجد على الأرض داخل السودان أو حتى خارجه..

وهنا نقدم اعتذارا رقيقا برفض المشاركة لعدم استيفاء شروط المشاركة.. كانوا يستقبلون قرار عدم المشاركة برحابة صدر وينصرفون ولا يحدث أي نقاش أو اعتراض للقرار…

ولكن في احد المرات أتت حركة وقدموا طلبهم وجاء الرد سلبيا برفض المشاركة.. وعندما ابلغناهم بالقرار دار نقاش واحتجاج شديد بأنهم حركة مسلحة حقيقية وكانوا ثلاثة وفي كامل ملابسهم العسكرية..

ذكرت لهم بأن يكتبوا استئنافا للقرار وان يوضحوا معلومات أكثر عن حركتهم حتى تساعد المرجعية في مراجعة قرارها.. تمت كتابة الاستئناف بالمعلومات المضافة.. وأتى الرد بعد أيام.. وكان ردا صادما.. قرأته لهم من الورقة دون كتابة خطاب.. كان الرد كالآتي..

انت فلان الفلاني وتعمل ميكانيكي سيارات تحت الشجرة الفلانية في الحي الفلاني وزوجتك اسمها كذا وابنتك فلانة وتدرس في المدرسة الفلانية وابنك فلان ويدرس في مدرسة كذا… لم يطلبوا خطابا بذلك ولم اشاهدهم مرة أخرى.. ذكرت هذه الحادثة لاوضح أن الحركات المسلحة التي شاركت في الحوار كانت حركات حقيقية وقاتلت سنوات بالبندقية التي لم تقدم لهم حلولا بل زادت الأمر سوءا.. واقتنعوا بعدم جدوى الحرب…. اتوا للحوار

بروف هاشم علي سالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *