من أعلى المنصة … ياسر الفادني … عرس أبو الدرداق للقمرا !
⤵️ من أعلى المنصة
✍ ياسر الفادني
عرس أبو الدرداق للقمرا !
ابو الدرداق نوع من أنواع الحشرات حجمه كحجم الصرصور، يظهر غالبا في فصل الخريف ويتغذي على روث البهائم بل يخزن الروث بعد أن يصنعه كرات ويدحرج هذه الكرات مسافات بعيدة حتى يصل إلى جحره ويتم التخزين….
ابو الدرداق يقال أنه متيم بحب ( القمرا).. ويمني نفسه بالزواج منها ويبذل قصارى جهده للوصول إليها… ومرات يلقى حتفه تحت الأقدام والدواب واطارات السيارات في رحلة البحث عن حبيبته ويموت مترجما مقولة (ومن الحب ماقتل…!)..
ابو الدرداق بمثابة الذين يريدون أن يحكموا هذه البلاد ويسعون بكل ماياتون من قوة وذكاء ودهاء وتعب وزحف بغية الوصول إلى حكم (القمرا) وهي بلادنا الجميلة الواسعة السودان يقاتلون ويتعاركون.. ويتواكدون…. لكنهم جميعا بحقبهم المختلفة لم يصلوا إلى إرضاء هذه الغالية ولم يحظ أحد أن يمسك يدها لتكون رفيقة دربه الراشد حكما..
أنواع كتيرة من ابو الدرداقات في أرضنا السياسية منهم من دحرج كرات الدكتاتورية وظن انه يكسب وجه( القمرا) وفشل…. ومنهم من دحرج كرة الشمولية وظن أنه ممثل للشعب وجاء من صلب الشعب وفشل… ومن حكم بالجهة الواحدة وظن انه يسير على هدي الديمقراطية الرشيدة وفشل هو الآخر..
يقول المثل السوداني (عرس ابو الدرداق للقمرا) وهو مثل يضرب للشيئ المستحيل فابو الدرداق حشرة زاحفة… أبو الدرداق لا يطير كيف له أن يمسك يد القمرا؟ ألا إذا ذهب الي الولايات المتحدة وانضم إلى ناسا وصار طيارا فضائيا ووصل هناك…
إذن حكم رشيد لهذا الوطن يبدوا أنه صعب المنال … التعقيدات السياسية التي نعرفها كل فئة لا ترضى بالأخري … كل فئة ترى أنها الأصلح لحكم البلاد ولايوجد غيرها… وهكذا نحن ننتظر ونترقب كل جديد بأن ينصلح الحال ويخيب ظننا…. وتظل (ابو الدراديق) تزحف وتزحف! وتتمني أن تصل( القمرا) .. وتنال رضاها.. فهل تصل إلى هدفها أم تلقى حتفها ممن يدوسون عليها من فوقها؟…